إسرائيل تطوق مدينة القدس وتنديد عربي إسلامي باعتداءات الأقصى قوات الاحتلال تنتشر في محيط الأقصى القدسالمحتلة : تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين فرض تعزيزات أمنية في مدينة القدس بمناسبة ما يسمى "عيد المساخر" اليهودي. وذكر راديو "سوا" الأمريكي أن قائد الشرطة الإسرائيلية أصدر تعليمات بتعزيز الأمن في القدس بعد المواجهات التي وقعت في باحة المسجد الأقصى أمس الأحد وأسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا بجروح وأربعة من عناصر الشرطة الإٍسرائيلية. و نقل الراديو عن متحدث باسم الشرطة الإٍسرائيلية أنه تم اعتقال سبعة فلسطينيين وجهت إليهم تهم مهاجمة أفرادها والتحريض على العنف. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد شددت الليلة الماضية من إجراءاتها في محيط المسجد الأقصى وسمحت لمن هم فوق سن الخمسين ومن حملة الهوية الإسرائيلية فقط بالدخول إليه إثر حالة التوتر التي سادت المكان في أعقاب الأنباء التي تحدثت عن عزم يهود متطرفين أداء الطقوس الدينية اليهودية في ساحات المسجد بمناسبة عيد المساخر. مطالب بتدخل أمريكي من جهتها طلبت السلطة الفلسطينية تدخلا أمريكيا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وعموم الأراضي الفلسطينية، في إشارة لقرار إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل إلى "التراث اليهودي". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إن الصمت الدولي "يشجع إسرائيل على مواصلة الانتهاكات". كما شدد نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" على أن القدس الشريف والأقصى هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. وقال أبو ردينة إن الحكومة الإسرائيلية تقوم بهذه الاستفزازات في الوقت الذي تنتظر فيه الردود على الأسئلة الأمريكية لاستئناف المفاوضات عشية اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر انعقادها غد (الثلاثاء) في القاهرة لتحديد الموقف العربي من عملية السلام. وأضاف أن إسرائيل بهذه الاستفزازات تسعى إلى تقويض أسس الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات، داعيا الإدارة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف هذه الحروب التي تقود المنطقة إلى دوامة من العنف ستكون لها تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم. وقفة تاريخية من جهتها، دعت حركة "حماس" قادة الدول العربية إلى وقفة تاريخية إزاء ما يحدث وطالبت الشعوب العربية "بهبة جماهيرية قوية قبل فوات الأوان"، حسب تعبيره. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس "أن الصمت على هذه الجريمة هو مقدمة لتهويد المسجد الأقصى والإجهاز على هويته الإسلامية وشطب الحق العربي الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين" . كما دعا برهوم المجتمع الدولي "للوقوف أمام هذه الأحداث الخطيرة وقفة تحترم حقوق الإنسان والسلم الدولي لأن من شأن هذه الجرائم الصهيونية أن تفجر موجة من الغضب لا تصب أبدا في مصلحة استقرار المنطقة والعالم من حولنا" . مسيرة في غزة إلى ذلك شارك آلالاف من أنصار حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة غزة، مساء أمس الأحد، تنديداً باقتحام شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك. وبحسب وكالة "سما" الفلسطينية ، ردد المشاركون شعارات غاضبة دعت الى الرد بعنف على عمليات الاقتحام الاسرائيلية للمسجد الأقصى ودعوا الأجهزة العسكرية لفصائل المقاومة للانتقام من إسرائيل لجرائمها ضد المقدسات الإسلامية. إدانة عربية إسلامية وأدانت جامعة الدول العربية بشدة الاقتحام الذى قامت به القوات الإسرائيلية للمسجد الاقصى. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية قوله الأحد إن ما حدث يؤكد أن الإسرائيليين "يريدون كل يوم أن يقولوا لنا عليكم انتم كعرب أن تقبلوا ما نفعل وأرجلكم فوق رقابكم". وأكد موسى أن هذه المسألة ليست خطيرة بل هى تمثل استهانة بالسياسات العربية، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل كل يوم فى الأراضى العربية المحتلةوفلسطين أمر خارج عن القانون ولا نقبل به وتفعل كل شيء لاستثارة كل الناس بما فيها المقاومة. وأشار الى أن كل هذه الأمور ستطرح على وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم القادم يومى الثاني والثالث من مارس / آذار. وأشار إلى أن لجنة المتابعة العربية على المستوى الوزارى ستبحث الطرح الأمريكى المعروض لاستئناف عملية السلام وكيفية التعامل معه. كما أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى وحذرت من "العواقب الوخيمة" الناجمة عن ذلك. وقال رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو في بيان إن هذا يمثل تطورا خطيرا وحذر من أن "أي ضررٍ قد يلحق بالمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الأخرى سوف تكون له عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بأخطارها على الأمن والسلم الدوليين". كما ندد كل من الأردن والإمارات بالأمر ذاته. وفي عمان حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من " التبعات الخطيرة للخطوات الإسرائيلية الاستفزازية والاعتداءات على المسجد الأقصى". ودانت الخارجية الإماراتية في بيان الأحد "الهجمات الوحشية" على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية. واشتد التوتر في الأيام القليلة الماضية في المنطقة، إثر موجة الاحتجاجات في مدينة الخليل بالضفة الغربية، والاشتباكات التي جرت فيها بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويحتج الفلسطينيون على إعلان إسرائيل ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) لما يسمى "التراث اليهودي".