قبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية في 6 نوفمبر المقبل، يسعى كل من المرشحين، الرئيس الحالي باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي، وغريمه ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري، بكل قوة إلى محاولة حسم نتيجة الانتخابات لصالحه، وذلك من خلال التركيز على الولايات المتأرجحة، وهى تلك الولايات التي لم يحسم فيها أي من المرشحين المنافسة لصالحه. استطلاعات الرأي
وتثير نتائج إستطلاعات الرأي العام على المستوى الجمعي القومي، وعلى مستوى هذه الولايات المتأرجحة، حالة من الارتباك لدى حملتي المرشحين.. فقد اتنقدت حملة باراك أوباما بشدة نتائج الاستطلاع الذي نشره معهد جالوب يوم 17 أكتوبر الجاري، والذي أشار إلى تفوق ميت رومني على الرئيس أوباما، حيث فضل 50 % من المستطلع آراؤهم رومني مقابل 46% فضلوا إعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية.
وقد أجرى هذا الاستطلاع خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر الجاري، على 2723 فردا من بين 3100 ممن سجلوا أسمائهم للادلاء بأصواتهم في إنتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري يوم 6 نوفمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالولايات المتأرجحة، هاجمت حملة أوباما نتائج الاستطلاع المشترك الذي أجراه معهد"جالوب" وصحيفة "يو إس توداي" في نفس الفترة، في 12 ولاية أمريكية، والذي أشار إلى تقدم رومني في تلك الولايات بنسبة تأييد بلغت 50% مقابل 46% لأوباما.
وأجرى هذا الاستطلاع على ولايات: كلورادو، وفلوريدا، ولوا، وميتشجين، ونيفادا، ونيوهامشير، ونيومكسيكو، ونورث كارولينا، وأوهايو، وبنسلفانيا، وويسكنسين، وفيرجينيا.
وحول هذه الظاهرة يقول المحللان الأمريكيان، مايكل فالكون وآمي والتز،إن "الأمريكيين يعيشون الآن وحتى يوم الانتخابات في مستنقع من الأرقام التي تصدر عن استطلاعات الرأي العام، والتي ربما لاتضيف الكثير على طريق حسم صراع الرئاسة".
وعلى سبيل المثال، فقد أشار أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب في الأيام الأخيرة، ونشر نتائجه أول من أمس، إلى تقدم ميت رومني على أوباما بفارق بلغ 7 نقاط كاملة، حيث حصل رومني على نسبة تأييد بلغت 52%، مقابل 45% فقط لصالح أوباما.
وعلى النقيض من هذا الاستطلاع، أظهرت نتائج استطلاع أجراه كل من شبكة"إن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى تقدم الرئيس أوباما في ولايتين من الولايات المتأرجحة، بفارق وصل 8 نقاط في ولاية لوا (51 % لأوباما، و43% لرومني)، وبفارق ست نقاط في ولاية ويسكنسون (51% 45%).
عاملين مزدوجين
ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط عن الكاتبين، فاكلون ووالتز، على هذه النتائج المتناقضة بالقول: "إن ذلك يعود إلى عاملين مزدوجين، أولهما: أن لا أحدا يمكن أن يقتنع بهذا الفارق الشعبي الرهيب بين رومني وأباما على المستوى القومي، والذي يبلغ ثماني نقاط كاملة، فيما يتفوق أوباما بذات الفارق في ولاية تحتدم فيها المعركة الانتخابية مثل ولاية أيوا".
أما العامل الثاني، فهو احتمال عدم احتساب هوامش الخطأ في هذه الاستطلاعات، مع أن ذلك لا ينفي منطقيتها بالطبع. فرومني يحقق أداء جيدا على مستوى الاستطلاعات القومية بالفعل، لكن الهدف النهائي لكلا المرشحين هو الفوز بمجموع أصوات المجمع الانتخابية أو الهيئة الانتخابية على مستوى كافة الولاياتالأمريكية.
ومع أن هذا السيناريو، أي حصول مرشح ما على أغلبية الأصوات الشعبية، وحصول الآخر على أغلبية الأصوات الانتخابية، يعد نادر الحدوث، كما حصل في انتخابات عام 2000 بين المرشح الديمقراطي آل والمرشح الجمهوري جورج بوش الابن، إلا أنه سيناريو يبدو ذات احتمالية تحقق عالية.
وقد يحدث ذلك بالنظر إلى أن رومني يتقدم فعليا في معظم ولايات الجنوب، بل ويحظى بشعبية في الولايات الزرقاء، وهو الأمر الذي يعزز فرصة أن يكون التصويت الشعبي لصالحه. ومع ذلك فإن رومني، كما يرى الكاتبان، لم يستطع الحصول على شعبية كبيرة في الولايات المتأرجحة رغم إنفاق حملته ملايين الدولارات.
وقد يتمكن رومني من تضييق هذه الفجوة بعض الشيء، لكن التغلب على أوباما يبدو غير ممكن في بعض هذه الولايات مثل: لوا، وأوهايو، وويسكنسون، وميتشجين ونيو مكسيكو ونيفادا.
المجمع الانتخابي
ويقول الكاتبان، إن "إلقاء نظرة على المجمع الانتخابي، توضح اتفاق حملتي أوباما ورمني على أن لدى رومني الفرصة الأكبر في الفوز بالأصوات الانتخابية في ولايات نورث كارولينا وفيرجينيا وكلورادو وفلوريدا. وإذا حصل عليها فسيكون له 257 صوتا.
أما أوباما فيحظى بالفرصة الأكبر في الفوز في ولايات: لوا ونيوهامشير وونسكيسون ونيفادا، وإذا حدث ذلك فسيكون له 263 صوتا.
ووفقا لهذه التوقعات تبدو ولاية أوهايو التي لديها 18 صوتا انتخابيا مؤهلة لأن تحسم سباق الرئاسة الأمريكية لأي من المرشحين، فالفوز بها يعني الحصول على أكثر من 270 صوتا.
ويشير المتوسط العام لاستطلاعات الرأي العام حتى اليوم إلى أن أوباما يتقدم على رومني في هذه الولاية بنسبة 8ر46\% مقابل 3ر45\% لرومني، لكنها نسبة تتغير من يوم لآخر، وربما لن تحل عقدة أوهايو إلا بعد فرز الأصوات ليلة السابع من نوفمبر المقبل.
وعلى الرغم من أن معظم الاستطلاعات ترجح فوز رومني في ولاية فلوريدا (29 صوتا انتخابيا)، إلا هذه الولاية تبقى هي الأخرى حاسمة في النتيجة الأخيرة لسباق الرئاسة، إذ يشير استطلاع نشر بالأمس، وأجرته شبكة "سي إن إن" بعد المناظرة الثانية التي أجريت بين المرشحين يوم الثلاثاء الماضي، إلى تمكن أوباما من تضييق الفجوة بينه وبين رومني في تلك الولاية إلى حد كبير، حيث حصل رومني على تأييد 49% في مقابل 48% لأوباما؛ وهو ما يعني إمكانية تغير هذه النسب بعد المناظرة الثالثة لو تفوق فيها أوباما.
ويعني ذلك أن رهان أوباما يرتبط أكثر بولاية أوهايو، فيما يرتبط رهان رومني على أوهايو وفلوريدا معا، وخاصة إذا تمكن أوباما من تضييق الفجوة في فلوريدا.
تجدر الإشارة أن عدد أعضاء المجمع الانتخابي الأمريكي يبلغ 538 منتخبا (435 مجلس نواب و100 مجلس شيوخ)، فضلا عن ثلاثة أصوات لمقاطعة كولومبيا "العاصمة واشنطن"). وذلك مع ملاحظة تغير عدد الأصوات المقررة لكل ولاية وفق نسبة التغير في حجم عدد السكان كل أربع سنوات.
ويقوم الترتيب الأمريكي المتبع لانتخاب الرئيس على المستوى القومي والولائي على نظام العضو الفرد للدائرة الانتخابية الواحدة، فمن يحصل من المرشحين على أغلبية الأصوات الشعبية في تلك الولاية يحصل على مجموع الأصوات الانتخابية كاملة لهذه الولاية، ويعني هذا أن نظام العضو الفرد يتيح لحزب واحد فقط أن يفوز في أي ولاية محددة فيما لا يحصل غريمه على أي شيء من تلك الولاية.
ولهذا قد نجد مرشحا رئاسيا يحظى بأغلبية الأصوات الشعبية على المستوى القومي لكل الولايات الخمسين، بينما يخسر الانتخابات الرئاسية لأن غريمه قد حصل على أصوات أعلى من مجموع أصوات المجمع الانتخابي لتلك الولايات، وعددها 50% + 1، أي 270 صوتا من أصوات الهيئة الانتخابية ال 538. مواد متعلقة: 1. «أوباما» و«رومني» يتبادلان الدعابات اللاذعة خلال حفل خيري 2. رومني: برنامج اوباما غير جيد وحملته الإنتخابية منكمشة 3. حملة أوباما: الرئيس سيكون أكثر عدوانية في المناظرة الأخيرة