نواكشوط: بدأ الوقت يضغط على أطراف الأزمة السياسية الموريتانية قبل ثمانية أسابيع فقط من موعد الانتخابات النيابية والبلدية "16 أكتوبر / تشرين الأول المقبل"، في الوقت الذي لا يزال فيه ملف تنظيم هذه الانتخابات ملفاً خلافياً بامتياز، ولم تشارك المعارضة في سابقة من نوعها في أي من عمليات التحضير الجارية لهذه الانتخابات . وفشل رؤساء منسقية أحزاب المعارضة الموريتانية خلال اجتماع مساء الخميس في الاتفاق على موقف موحد من الانتخابات ومن ملف الحوار مع النظام . وكان زعيم المعارضة أحمد ولد داداه مدعوما باليسار الموريتاني قد سعى إلى قرار تتبرأ فيه منسقية المعارضة من الانتخابات المرتقبة وتدين تنظيمها من جانب واحد، وبالمقابل فشل منافسه قطب رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير في تمرير قرار بتشكيل لجنة للحوار مع النظام . وفي تصريح لجريدة "الخليج" الاماراتية، اعتبر قطب المعارضة المتشددة أن نظام ولد عبد العزيز "لم يقدم جديدا في مقترحات بنود الحوار". وقال زعيم اليسار الموريتاني المصطفى بدر الدين :"إن على الجنرال محمد ولد عبد العزيز مراجعة أسلوبه في محاولة تجاوز الأزمة الراهنة، وننصحه بأن يفهم أن سهولة إصدار الأوامر للثكنات العسكرية لا تصلح كمنهج مع معارضة مدنية ديمقراطية". وقال محمد الأمين ولد الواعر القيادي السابق في "فرسان التغيير" تنظيم الذي قاد الانقلاب الدموي 8 يونيو/حزيران 2003، والعضو في حزب "التكتل :"إن الرئيس الموريتاني لن يغادر السلطة إلا بانقلاب عسكري لأنه وصلها عبر انقلاب عسكري" وفق تعبيره . وأكد ولد الواعر في تصريحات بنواكشوط أنه متيقن من أن ولد عبد العزيز "لن يقبل بالهزيمة في أي انتخابات نيابية أو رئاسية وأنه سيلجأ للتزوير". وأدى تباين موقف أحزاب المعارضة التي تعيش حالة انقسام غير معلنة إلى إرباك شديد أيضا في معسكر النظام الذي يتخوف من "مغامرة" تمرير الانتخابات بناء على مجرد "اتفاق جزئي" مع حمائم المعارضة . وقال قيادي في الموالاة طلب عدم الكشف عن اسمه :"إن الظروف الراهنة في العالم العربي تجعل أي انتخابات غير توافقية مغامرة خطيرة تعيد إلى الأذهان ما آلت إليه الأمور بعد الانتخابات الأخيرة للرئيس المصري السابق حسني مبارك".