يحرم الفلسطينيون من سكان القدسالشرقية، من ممارسة واحدة من أهم شعائر الإسلام، ألا وهى شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى حيث تحظر بلدية القدسالمحتلة على الفلسطينيين ذبح المواشي نهائياً خارج المسالخ بينما تسمح للمستوطنين اليهود بذبح الدجاج في عيد الغفران "يوم كيبور". ويقول طاهر (57 عاما)، صاحب محل جزارة في البلدة القديمة بالقدس، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "تحظر البلدية علينا شراء المواشي الحية أو ذبحها، ومن ثم نلجأ إلى المسالخ الموجودة في أراضى 48 بعد أن أغلق بلدية الاحتلال الإسرائيلي المسلخ الوحيد في البلدة الموجود في طريق "عناتا" بالقرب من قرية "شعفاط" شمال شرقى القدس بل حولته مؤخراً إلى مخزن للقطار الخفيف الذي يربط بين أحياء القدس، الشرقيةوالغربية".
وأشار طاهر إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع الفلسطينيين من ذبح الأضاحي حتى داخل منازلهم، وتفرض غرامة قدرها 48 ألف شيكل (12600 دولار تقريباً) على كل من يخالف هذا القرار ويتم ضبطه أثناء ذبح الماشية، موضحا أنه يشترى اللحوم اللازمة لمحله من مسلخ يمتلكه عرب فلسطينيون من قرية دير الأسد بالقرب من عكا، غير أن الطريق من القدس إلى دير الأسد يستغرق ثلاث ساعات فضلاً عن استئجار سيارة لنقل الماشية المذبوحة تكلفه ألفى شيكل (530 دولار تقريبا).
ويشترى خضر (28 عاما)، وهو يمتلك محل جزارة فوق جبل الزيتون بالقدس، المواشي من "بئر السبع" أو من "الجولان" لذبحها في مسلخ "أم الفحم" شمالي إسرائيل، مشيراً إلى أن ثمن الخروف الواحد لا يقل عن 500 دولار، وهو ثمن باهظ جداً بالنسبة للكثيرين من سكان القدس ومن ثم هناك تراجع كبير في الإقبال على شراء الأضاحي.
وقال الخبير والباحث في شئون القدس الدكتور جمال عمرو، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "تترك السلطات الإسرائيلية المستوطنين اليهود بالقدسالشرقية يحتفلون بيوم الغفران "يوم كيبور" كيفما يحلو لهم حيث يقومون بذبح الدجاج أمام المنازل أو في الشوارع بينما تحظر نهائياً على الفلسطينيين ذلك، بل تمنعهم من إدخال أي منتجات حيوانية من لحوم أو ألبان أو جبن إلى القدس بموجب اتفاقية باريس الاقتصادية التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل عام 1994، الأمر الذي يكشف عن تفرقة عنصرية مقيتة".
وأضاف أن القدسالشرقية أصبحت تخضع للقانون الإسرائيلي منذ احتلالها عام 1967، إلا أن إسرائيل بدأت بفرض قوانين أشد صرامة على الفلسطينيين منذ إعلانها عام 1980 أن القدس الموحدة عاصمتها الأبدية، ومن بينها قوانين الرقابة الصحية التي حظرت بموجبها ذبح المواشي خارج المسالخ.
كما أنها علقت لافتات على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس تحظر دخول الماشية والطيور الحية أو المذبوحة القادمة من الضفة الغربيةالمحتلة.
وقال زياد (35 عاماً)، وهو يعمل بأحد مطاعم القدس وأب لثلاثة أطفال أكبرهم في الثامنة من عمره، أشعر بالأسى الشديد حينما يقترب العيد (عيد الأضحى) ولا أستطيع أن أشترى خروفاً لأطفالي الصغار كي يشعروا بالفرحة مثل أقرانهم في الضفة الغربية.
إذ يحظر علينا الذبح، إضافة إلى أن أسعار الأغنام المذبوحة مرتفعة للغاية، وبالتالي لم يتبق من مظاهر الاحتفال بالعيد سوى شراء الملابس الجديدة لعلها تدخل البهجة إلى نفوسهم".