في الوقت الذي تسعى فيه قطر ليكون لها مكانة ونفوذ كبير بالشرق الأوسط ، يصعد نجم ولي العهد القطري الأمير تميم بن خليفة آل ثاني الابن الثاني لأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ، ليؤكد الشائعات التي روجت حول وجود خلافات بين الأمير حمد ورئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني. وحول هذا نشرت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الأربعاء تقريرًا، تناولت فيه ما أسمته الصعود المستمر لنفوذ ولي العهد القطري.
وتضيف الصحيفة أنه "رويدا.. رويدا"، يبرز اسم جديد فيما يتعلق بإدارة شئون البلاد وهو الأمير تميم بن خليفة آل ثاني الابن الثاني لأمير قطر وزوجته الشيخة موزة ذات النفوذ الواسع، والتي توجد تقارير إنها تحقق طموحها السياسي عن طريق أبنائها.
وتقول الصحيفة إن قطر تحاول بسط نفوذها والاضطلاع بدور إقليمي واسع، حيث قدمت معونات لوجيستية وعسكرية للثوار الليبيين الذين أطاحوا بنظام القذافي، كما أنها تتزعم الجهود العربية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
حقيبة خارجية
وتضيف الصحيفة أن مهندس هذه المساعي القطرية كان رئيس الوزراء الذي يتولي أيضا حقيبة الخارجية، ولكن رويدا بزغ نجم ولي العهد وأصبحت توكل إليه المزيد من المهام الدبلوماسية.
وتقول الصحيفة إن هذا يأتي ضمن مساعي توطيد الحكم في يد تميم، حيث يبقى أمر الخلافة من الأمور الشائكة في الدول الخليجية.
وأضافت الصحيفة: إن الأمير تميم يلعب دورًا بارزًا في العديد من المؤسسات القطرية مثل المجالس العليا للتعليم والصحة والاقتصاد، وإنه أصبح لديه الكثير من الروابط الوثيقة والأنصار في العديد من الأجهزة الحيوية في قطر.
كما أن الأمير تميم، الذي درس في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية في بريطانيا، يلعب دورًا بارزًا في الجيش القطري، كما أنه يدير الأمن الداخلي للبلاد نيابة عن والده.
وتقول الصحيفة إن هذا النفوذ المتنامي دعا بعض المعلقين للتساؤل عن كيفية استيعاب القوة المتزايدة لولي العهد إلى جانب السطوة الواسعة لرئيس الوزراء، وأدى إلى ظهور شائعات عن وجود خلافات مع رئيس الوزراء.
إعلام ومال وسلاح
وتعزّز قطر نفوذها من تونس إلى طرابلس فدمشق، مستعينة بشتّى الوسائل الدبلوماسيّة والعسكرية والاقتصادية والإعلامية المتاحة.
إلا أنّ الدور المتعاظم، الذي تلعبه هذه الإمارة، بات يأخذ اتجاهات جديدة، تتعارض مع التصريح الذي أدلى به أمير قطر لصحيفة "الفاينانشال تايمز" في أكتوبر 2010، حين قال "نحن نهتم بالتعليم والصحة والاستثمارات الخارجية، ونسعى إلى البقاء بعيدين عن الصراعات والقضايا العسكرية. بالتالي نسعى دائمًا إلى التوسط في الأزمات من دون اتخاذ موقف إلى جانب هذا المعسكر أو ذاك".
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" في عددها الصادر في يناير 2012 ، ان اختلاف النبرة القطرية منذ تصريحات أميرها ولغاية اليوم بات جليًا، وتبرز السياسة القطرية المستحدثة حيال قضايا المنطقة عبر الدور الذي تمارسه قناتها الإخباريّة "الجزيرة"، التي تبثّ الرعب في النفوس.
إذًا، بفضل قناتها الإخباريّة، تحوّلت قطر من استخدام الأسلوب الناعم إلى تبني قبضة خشنة حيال قضايا المنطقة العربيّة، فأرسلت الأسلحة والخبراء العسكريين إلى الثوار في ليبيا، وقدمت إليهم كامل دعمها، إلى أن حققّت الثورة الليبية النصر، فانتقلت القبضة القطريّة إلى سوريا.
دفتر شيكات
أمّا في الجانب الاقتصادي، لم تبخل قطر باستخدام دبلوماسية دفتر الشيكات، ووفقا للصحيفة الفرنسية ، يعترف مسئول مغربي: "سبق أن أغلقنا مرارًا مكتب قناة الجزيرة في الرباط، بسبب الاختلاف معهم، لكننا قد نعيد فتحه قريبًا".
ولفت المصدر ، لصحيفة "لوفيجارو"، إلى أنّ أمير قطر اشترى أخيرًا قطعة أرض بمساحة 34 ألف هكتار، واستثمر 4 مليارات دولار في مشروع سياحي في منطقة تقع بين الرباط والدار البيضاء.
ويضيف المصدر المغربي :" نحن بحاجة إلى أموالهم"، ويفسر كاتب المقال كلام الشخصية المغربية بأنّه عبارة عن "رسالة مزدوجة تبدو موجّهة إلى القطريين المستائين من الموقف الدبلوماسي العدائي الذي تنتهجه بلدهم".
عسكريّا، لا يخف على أحد الدور الذي انفردت قطر بتأديته في دعم الثورة الليبيّة، فكانت إلى جانب دولة الإمارات الوحيدة، التي شاركت في التدخل العسكري الذي قاده الناتو.
وبينما تردد الغرب في تسليح الثوار، سارعت قطر طوعًا إلى تدريب الثوار قليلي الخبرة، وأرسلت بموافقة أجهزة الاستخبارات الغربية ما لا يقلّ عن 20 طن من الأسلحة القطرية إلى الثوار الليبيين.
وتلفت "لوفيجارو" إلى أنّ الأسلحة القطريّة الموجّهة إلى الثوار كانت تذهب بشكل أساسيّ إلى الجماعات الإسلاميّة الليبية عبر ضيف قطر السابق الشيخ "علي الصلابي".
بالتزامن، كانت حقائب الأموال تدور على القبائل، حيث أوفدت الإمارة، التي لا يبلغ عديد جيشها 15 ألفًا، بثورة مصغرة عبر إيفاد آلاف الرجال إلى طبرق، ومن ثم إلى جبل نفوسة.
مواد متعلقة: 1. «قطر» تطالب الأممالمتحدة بتسليح المعارضة السورية 2. قطر: نمد المعارضة السورية بالغذاء لا السلاح 3. قطر: نحرص على عبور لبنان سالما من الأزمة السورية