يوم حزين من أيام الوطن عشناه أمس، لم يعرف فيه الجاني من الضحية والثائر من الاثنين، لكن الواضح فيه أن فخ محكم وضع للثوار ووقعوا فيه جميعا بغباء منقطع النظير تحت وطأة المصالح الذاتية الضيقة، وباتوا مثل الدببة التي تقتل صاحبها، ولذلك لم يكن غريبا أن تهطل دماء الثوار وتسيل بغزارة ومن جديد علي أسفلت التحرير، هذا وقد اختتمت القوى الوطنية الشريفة والإسلامية وقفتها الاحتجاجية أمام دار القضاء العالي مساء اليوم تأييدًا لقرار الرئيس د. محمد مرسي باستبعاد النائب العام والمطالبة بإعادة التحقيق مع متهمي موقعة الجمل من جديد. واستنكر الثوار عدم قبول المستشار عبد المجيد محمود لهذا القرار، مرددين هتافات: "لا نيابة ولا فاتيكان.. عبد المجيد للومان، ولا بالعافية ولا بالقوة..النائب العام مش فتوة، ضربوا الكرسي في الكلوب..النائب العام طلع فوتوشوب".
وطالب المتظاهرون الرئيس مرسي بإعادة المحاكمات والتي وصفوها بالهزلية ضد قتلة الثوار، مرددين هتاف: "مسرحية مسرحية مسرحية.. تمثيلية المحاكمة دة هزلية".
وردد المتظاهرون أغاني للألتراس، تؤيد قرار إقالة الدكتور مرسي وتطالبه باتخاذ قرارات ثورية، كما قام المتظاهرون بمنع قناة ال"سي بي سي" من التصوير، واصفين إياها بقناة الفلول، وتقوم بقلب الحقائق وتزوير المواقف لصالح النظام البائد.
بيان غاضب ومن جهته استقبل حزب الحرية والعدالة بحزن شديد الأحداث التي شهدها ميدان التحرير، اليوم كما قال في بيان وصلنا منذ قليل ، والتي وصلت إلى حرق أتوبيسات أعضاء الحزب من المحافظات التي كانت موجودةً أسفل كوبري عبد المنعم رياض، وهو ما يعد نتيجة للاحتقان الذي زرعه البعض في نفوس الشباب المشاركين في تظاهرات اليوم ضد حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين.
وشدد الحزب- في بيانه على أن المصالح الضيقة كانت عنوانًا أساسيًّا لبعض القوى السياسية التي غلبت مواقفها السياسية على مثل هذه القضية، وهو ما دفعنا إلى مطالبة أعضاء وشباب الحزب إلى ترك الميدان والذهاب إلى دار القضاء العالي لإيصال رسالتنا في الدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين.
وأضاف: بالفعل لم يكن في ميدان التحرير أي من أعضاء الحزب أو الجماعة بعد الساعة السادسة مساءً إعلاءً منا لحقن دماء أبناء الشعب المصري أيًّا كانت اتجاهاتهم أو انتماءاتهم فهي دماء غالية علينا أن نقدرها ونحترمها ونأسف على ما أريق منها في هذا اليوم.
وأكد الحزب أنه حافظ منذ اللحظة الأولى على سلمية المظاهرات واحترم حق الجميع في التظاهر وأن ميدان التحرير ملك لكل الشعب المصري بمختلف أطيافه، مشددًا على حق الجميع في التعبير عن وجهة نظره والاختلاف مع الحزب وتوجهاته بل ومع رئيس الدولة وخطواته الرامية للإصلاح والنهوض بالوطن، مضيفًا: لكن البعض من الطرف الآخر كان له موقف مغاير من هذه الحرية التي كفلتها الثورة المصرية، وأراد الاستئثار بميدان التحرير بل والاستئثار بحرية الرأي والتعبير.
حقوق الشهداء وأوضح الحزب أنه كان يعتقد أن الجميع سيكون على قدر المسئولية في واحدة من أهم قضايا الثورة المصرية، وهي الدفاع عن حقوق الشهداء والمصابين، مما كان يتطلب موقفًا شعبيًّا رافضًا لمهرجان البراءة للجميع الذي حصل عليه المتهمون في قضية موقعة الجمل، وما سبقها من قضايا، وهي الأحكام التي صدمت الرأي العام وأثارت غضب الشعب المصري كله والذي اتفق أيضًا على مسئولية النائب العام؛ باعتباره المسئول قانونًا عن أعضاء النيابة العامة وإصدار تعليماته في كل القضايا؛ مما يحمله المسئولية الكاملة عن كل البراءات التي صدرت في حق قتلة الثوار؛ لأنه لم يقدم الأدلة الكافية لمحاكمة هؤلاء الذين قتلوا أبناءنا وإخواننا أمام أعيننا.
قال الدكتور رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة إن القضاء والثورة، تلك هي المشكلة التي لم تكن متوقعة، فقضاة مصر حاربوا من أجل استقلال القضاء قبل الثورة، وبعدها لم يتفقوا بعد عن شكلٍ هذا الاستقلال.
وأضاف في تدوينه عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " رغم أن الثورة أنقذت القضاء من تدخل السلطة التنفيذية، وحررته من النظام السابق، إلا أنه بسبب إجراءات أو قواعد معمول بها أو غيرها من الأسباب، لم يتمكن القضاء من حماية الثورة، وإنزال القصاص العادل بقتلة الشهداء، ودخلت أطراف قضائية متعددة في معارك مع السلطات.
الخط الفاصل بين السلطات وأشار دكتور رفيق حبيب إلى أنه لم يعد من الواضح ما هو الخط الفاصل بين السلطات، رغم أن فصل السلطات هو الذي يحقق استقلال القضاء، وبات من الواضح أن جزءًا مهمًّا من مسار المرحلة الانتقالية تحدده أحكام قضائية، وهو أمر يبدو غير متوقع، أو غير مفهوم، وقد تكون المشكلة في تحديد العلاقة بين السلطات الثلاثة، أو قد تكون المشكلة ترتبط بدور القضاء في زمن الثورة، فقد تكون مؤسسة القضاء تعرف طريقها في مراحل الاستقرار، ولا تعرف طريقها في مراحل التحول.
أكد د. محمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي بحزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة الاقتراحات والاتصالات المجتمعية بالجمعية التأسيسية للدستور أن الاشتباكات التي وقعت في ميدان التحرير لا تليق بالوطنيين الأحرار أيًّا كانت انتماءاتهم أو دوافعهم أو اختلافاتهم في تقدير الموقف الوطني، ومهما كانت أخطاء الآخرين أو الاستفزازات الواقعة عليهم.
وأوضح في مداخلةٍ هاتفيةٍ مساء اليوم، أن القوى الوطنية قد وقعت في الفخ الذي رسمته الثورة المضادة؛ حيث إن المليونية اليوم ضد أحكام تبرئة متهمي موقعة الجمل، وتأييد قرار الرئيس محمد مرسي باستبعاد النائب العام.
أخطاء وطنية يجب تجاهلها وأكد أن الاستفزازات التي وقعت هي أخطاء وطنية يجب تجاهلها، والتوافق على هدف المليونية، داعيًا الإخوان للخروج الجماعي من ميدان التحرير فورًا، والاكتفاء بالتظاهر أمام دار القضاء العالي.
صرَّح الدكتور هشام أبوعيشة مدير مستشفى الاستقبال والطوارئ بقصر العيني، أن عدد الحالات التي استقبلها المستشفى من ميدان التحرير نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين ارتفعت إلى 50 مصابا حتى الآن.
وقال أبوعيشة: إن الإصابات تراوحت بين جروح قطعية وكدمات وسحجات نتيجة التراشق بالحجارة، وقامت الفرق الطبية بقسم الاستقبال بعمل كل الإسعافات اللازمة لهم، وعمل غرز جراحية وحالتهم جميعًا مستقرة.
وأضاف أن المصابين سيخرجون تباعًا، بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم والاطمئنان على استقرار حالاتهم.
وكانت قوي ليبرالية ويسارية بالتظاهرات اتهمت الإخوان باستخدام الجنازير والأسلحة البيضاء والاعتداء علي الآخر بميدان التحرير، وهو الأمر الذي نفاه الإخوان مرارا أمس وأكدوا برائتهم مما حدث. مواد متعلقة: 1. الحرية والعدالة بالغربية يتحدث عن موقفه من أحداث التحرير 2. 6 ابريل تعلن انسحابها من ميدان التحرير 3. الجبهة السلفية تنفى اعتزامها الاعتصام في التحرير