تناقلت العديد من الصحف والمجلات ووكالات الأنباء أخبار المرشحين لجائزة نوبل في مجال الأدب صباح اليوم، وذلك قبل إعلان اسم الكاتب الصيني مو يان فائزا بالجائزة . وبرزت من هذه الأسماء أسما مصريا وهو أسم الروائية المصرية نوال السعدوي ، والتي تنافست مع أليس مونرو و دون دبليو وفيليب وفيليب روث ونورالدين فرح وغيرهم . وذكرت صحف غربية أن ما زاد من فرص السعداوي في هذه الجائزة بعض التصريحات من كبار الأدباء ورؤساء دور النشر العالمية وعلى رأسهم اليزابيث جرايت وهي مديرة دار نشر والقائمة على طبع كتب جان ماري جوستاف الحائز على جائزة نوبل 2008 ، التي تؤكد أن هناك فرصة كبيرة لأن تكون الفائزة بالجائزة هذا العام أمرأة مما يجعل الفرصة كبيرة أمام دكتور نوال السعدوي ، وخاصة في ظل ما يحدث في العالم العربي من احداث. ومما زاد من فرص السعداوي للفز أن مؤسسة سويديرهال وهي مؤسسة سويدية وهي تحمل أسم الشاعر داغرمان ، وتمنح كل عام جائزة باسمه ، منحت لعامين متتاليين الجائزة للكتاب كانوا هم من فازوا بنوبل في نفس توقيت جائزة المؤسسة ، وقد منحت هذه المؤسسة جائزتها هذا العام للسعدوي. نوال السعدوي هي من مواليد 27 أكتوبر 1930 بمدينة القاهرة ، تخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1954 في مجال الأمراض الصدرية . عملت بجانب مهنة الطب في مجال الحقوق الإنسان ، واشتغلت بالكتابة والنقد الأدبي ، ولعل أبرز ما شغل انتباهها ورحلة حياتها هو الدفاع عن حقوق المرأة . وقد تعرضت للسجن في فترة السادات في 6 سبتمبر 1981 ، كما تعرضت لهزات كبيرة في حياتها الشخصية مثل طلاقها من زوجها دكتور شريف حتاتة الذي طلقها دون أن يفصح عن السبب ، بل وأطلق على موقعه الإلكتروني في نفس يوم تطليقها رواية قصيرة بعنوان " الوباء " ، رافضا التحدث لأي من الأصدقاء أو وسائل الإعلام بهذا الشأن الخاص حسب ما ذكره صديقهما الكاتب أحمد عاشور ، وذلك في 5 يوليو 2010 . وكان رد السعدوي على هذا الانفصال الذي جاء بعد زواج دام أكثر من 45 عاما بأنه أمر ليس مفاجيء لها ، فهما بالفعل منفصلين منذ عام 2007 ، بل ويقتصر الاتصال بينهما على الاطمئنان على شؤون الأسرة والمنزل .
وللسعداوي آراء مستفزة للعالم الإسلامي، حتى أن البعض أخرجها بسببها عن الدين بالكلية وعن جنسيتها المصرية، وبينها رفضها طاعة المرأة للرجل ، لأن والدها علمها أن الطاعة رذيلة بل هو تعبير عن الخضوع والصمت، وقولها " ليه الرجال قوامون على النساء ومن ضمن نداءات نوال الخاصة بالمراة رفضها حصر المراة في موضوع هل هي عذراء ام لا ، وهو ما يتضح من كتاباتها وخاصة كتاب " المرأة والجنس " التي ترفض فيها مفهوم العذرية " التافه " كما تصفه ، موضحة أنها أذكى من الرجل الذي تقوم علاقته بها على النفعية ، فهو يريد اشباع رغباته الجنسية ، في المقابل تحب المرأة ماله وتنتفع به . وصرحت بهذه الفكرة في مختلف وسائل الإعلام خاصة عند حدث ما سمي ب " كشف العذرية " لفتيات بميدان التحرير . وتمتد أفكارها إلى رفض الحجاب الإسلامي بقولها " علماء اليومين دول مجانين وجهلة ، هما لسه بيلصقوا الحجاب بالإسلام ، دول بيشوهوا الإسلام .. ". وتذهب إلى قضايا الختان موضحة من خلال عملها كطبيبة أن ختان الإناث هو افقاد للمرأة حقها في اشباع رغباتها في علاقاتها الخاصة مع زوجها ، بالإضافة إلى انه عادة خاطئة غير صحية سواء بالنسبة للرجل أو المرأة ، فهو عادة يهودية قديمة ادخلها أعداء الإسلام للإسلام . وتوضح أن مناسك الحج غير موجودة في عقيدة الإسلام فهي من وجهة نظرها عادات وثنية موروثة من عبادة الأصنام .
وتقول السعداوي عن أصول معاملات الميراث في الإسلام " نظام الميراث الإسلامي ظلم المرأة كثير ، ومن حقنا كنساء أن نطالب بتغييره "، بل وترفض الاعتراف بتعدد الزوجات في الحكم الإسلامي وتصرح بأنه دعوة لانحلال الرجل وممارسته للزنا علنيا . كل هذه الاراء وغيرها أدت إلى هجوم شديد من الإسلاميين عليها فقد حاولوا التفريق بينها وبين زوجها ، بل ورفعوا قضية ضدها لإسقاط الجنسية المصرية عنها بتهمة ازدراء الأديان والتطاول على الشريعة الإسلامية ، وقد رفضت المحكمة المصرية قبول الدعوى يوم 12 مايو 2008 ، وجاء الحكم استنادا إلى حقوق الحرية والفكر ، واكتفت بتأييد حظر الأزهر الشريف كتاب " الأله يقدم استقالته " . وهاجم كبار علماء المسلمين السعدوي على أفكارها الدينية ومنهم الشيخ الشعراوي الذي قالت عنه أنه ليس لديه فهما صحيحا للدين ، وأنها اعلم منه بشؤون الإسلام ، وتسخر من قوله أنها – أي السعدوي – تعمل مع الشيطان ، وتعترض على من ينتقدونها لانها ترى ضرورة عدم اتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الخطأ . اما بالنسبة لأرائها السياسية فهي ترى صعود الإسلاميين وتسلقهم على ثورة 25 يناير للوصول إلى مناصب عليا لا يستحقونها ، كما تصف الخطاب الأخير للرئيس محمد مرسي باستاد القاهرة بأنه لم يذكر كلمة " المواطنة " بينما ذكر " أهلي وعشيرتي " وهو ما يوحي بالخطاب الديني اليقيني ، كما رفضت ترديده " أخواني " وهو ما يدل على فكره الذكوري البحت ، كما انه استعان بأيات من القرأن الكريم ، والصحيح هو أن يستعين بمواد الدستور في تأييد كلامه بحسب رغبتها ، كما أنه ردد كلمة " الله " أربعة وثلاثين مرة في خطابه ، وهو ما تقول عنه " لماذا ادخال الله في خطاب سياسي للدولة ؟" .
ولايخفى على القاريء أعمال نوال السعدوي الأدبية وأشهرها المرأة والجنس ، توأم السلطة والجنس ، الأله يقدم استقالته في \جتماع القمة ، سقوط الإمام .