لندن: بمناسبة اختيارها ضمن قائمة المرشحين لجوائز نساء العام التي ستعلن غدا الاثنين، أجرت مراسلة صحيفة "الإندبندنت" حوارا مع الناشطة النسائية المصرية نوال السعداوي البالغة من العمر 80 عاما. وبدأت السعداوي حوارها بقصة ختانها التى تعرضت لها فى منزلها المصرى في صيف عام1937 وماشهدته من عذاب شديد بسبب الجرح الغائر الذى تعرضت له على يد "الداية" ،وهو ماكتبته فى سيرتها الذاتية "ابنة ايزيس".
وتضيف السعداوي" لقد قضيت السنوات ال60 الماضية أقود حملة لإنهاء الممارسة البربرية لختان الفتيات وبتر أعضائهم التناسلية الانثوية" ,مشيرة الى انها استطاعت إنقاذ أبنتها من هذة الممارسة ,حتى كشفت النقاب عن تلك الممارسة الخاطئة.
وأضافت السعداوي "ظللت أكافح ضد عملية الختان منذ دراستي في كلية الطب ولكن النظام السياسي، خاصة في عهد أنور السادات وحسني مبارك كان يشجع الأصوليين .
وذكرت الصحيفة ان السعداوي فقدت وظيفتها كمديرة للصحة العامة في وزارة الصحة المصرية ,حيث ألفت 47 كتابا يتناول المشكلات التي تواجهها النساء في مصر، بما في ذلك مشكلات النساء والجنس في عام 1972 ،كما قضت السعداوي في أوائل الثمانينات ثلاثة أشهر في السجن بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الدولة" وقد كانت تكتب مذكراتها في سجن النساء بقلم كحل على ورق التواليت. واعربت السعداوي عن اعتقادها بأن محاربة الختان يجب أن تبدأ من المجتمع ،مؤكدة أن عملية ختان البنات يعانى منها أكثر من 140 مليون فتاة فى العالم. وأضافت السعداوى أن "الناس بحاجة ان يفهموا أن هذه العملية تشكل خطرا على الصحة الجسدية والعقلية لبناتهم ,كما يجب ان يدرس الأطفال فى المدارس بشاعة تلك العملية ومدى خطورتها. ومن جانبها ، أشارت السعداوي الى أن القانون الذي أصدرته الحكومة المصرية ،الذى أحظر عملية ختان الإناث وذلك بعد وفاة الطفلة بدور شاكر( 12 عاما) في يونيو/حزيران 2007 خلال عملية الختان . وأكدت الصحيفة انه بالرغم من إصدار ذلك القانون ،الى أن حوالي 90 % من النساء لا تزال تتعرض لعملية الختان في مصر. وأضافت السعداوى انها عند علمها بوفاة الطفلة وماحدث أرسلت خطاب لوالديها تشجعهم فيه على عدم الصمت والصراخ من أجل حظر هذه العملية ،كما أكدت وقتها ان الطفلة بدور دفعت عمرها لإنقاذ أرواح أخرى ,عندما أصدرت الحكومة المصرية قانون حظر ختان الإناث.
وفى ختام حوارها، قالت الناشطة نوال السعداوي انها ستعلن عن جائزة سنوية دولية باسمها للمنح الدراسية الجامعية ، على أن تمنح للفنانين الثوريين.
وبكلمات مفعمة بالحماسة قالت السعداوي " انا ضد القتال والعسكرية والرأسمالية والعنصرية فأنا سأقاتل من أجل هذا إلى الأبد ".