الأناضول: اعتبر خبراء في الشأن الفلسطيني أن رد فصائل قطاع غزة على قصف الجيش الإسرائيلي لأهداف بالقطاع أفشل محاولة تل أبيب لفرض قواعد لعبة جديدة تقضي بقصف إسرائيل للأهداف الفلسطينية دون تلقيها ردا من الجانب الآخر. وتوقع محللان سياسيان من غزة أن ترد المقاومة الفلسطينية ب"قوة" وبشكل "مشترك ومنسق" على أي تصعيد إسرائيلي مستقبلي على القطاع لردع الجيش الإسرائيلي، بينما أعرب محلل فلسطيني من الضفة الغربية عن عدم اعتقاده بإمكانية حدوث تصعيد أكبر بالمنطقة، معتبرا أن أي إطلاق إسرائيلي كثيف للنيران سيؤدي إلى "حرب إقليمية" بالمنطقة. وقال المختص بالشأن الفلسطيني هاني البسوس في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء بغزة إن "تهديدات فصائل المقاومة في قطاع غزة برد واسع النطاق على العدوان الإسرائيلي الجديد يمكن تنفيذها بالفعل إذا رفع الجيش الإسرائيلي من وتيرة التصعيد خلال الساعات القليلة القادمة". وأضاف البسوس، المحاضر بقسم العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، أن "رد المقاومة منذ صباح اليوم كان كبيراً ومنسقاً حيث قصفت المواقع الإٍسرائيلية بما يقارب ال60 صاروخاً بشكل مشترك بين سرايا القدس وكتائب القسام وهذا يؤكد وجود تحول استراتيجي كبير في رد المقاومة". وأوضح أن الساعات القادمة "ربما تشهد المزيد من التصعيد العسكري، متوقعاً إقدام الجيش الإسرائيلي على قصف مواقع عسكرية تابعة للمقاومة وتنفيذ عمليات اغتيال لمسئولين عسكريين وعناصر منتمية لفصائل المقاومة". وأشار البسوس إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت معنية بالتصعيد من أجل ردع الجيش الإسرائيلي حتى لا يواصل عدوانه على القطاع، قائلاً إن "إسرائيل في كل مرة تنتهك التهدئة وتقصف المواقع وتغتال المقاومين ولا تحظى برد مناسب لكن هذه المرة يبدو أن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة أرادت أن ترد بشكل مناسب على القصف الإٍسرائيلي ليتوقف بشكل شبه كامل". ولفت البسوس إلى أن السيناريوهات المتوقعة للأيام القادمة تحددها الساعات القليلة القادمة، قائلاً "في حال استمرت إسرائيل في قصفها لأهداف فلسطينية، وواصلت المقاومة قصفها للمواقع الإسرائيلية فإن الطرفين سيرفعان وتيرة التصعيد العسكري وقد تتطور الأمور بشكل متسارع وكبير وتشهد الساحة الميدانية ارتفاعاً كبيراً في أعداد القتلى والجرحى لدى الطرفين". من جانبه، أكد الكاتب السياسي حسام الدجني أن "رد فصائل المقاومة على التصعيد الإسرائيلي الجديد أحبط محاولة إسرائيلية لفرض قواعد لعبة جديدة تقضي بأن تقصف الأهداف الفلسطينية في أي وقت تشاء دون أن ترد المقاومة الفلسطينية". وقال الدجني لمراسل الأناضول إن "الرد المشترك لسرايا القدس وكتائب القسام أوصل رسالة لإسرائيل بأنها لا يمكن أن تفرض قواعد اللعبة وحدها، فالجناحان العسكريان الأقوى في القطاع كان ردهما متناسبا مع حجم التصعيد وأدركت إسرائيل خطورته لذلك توقفت عن قصف غزة". وأوضح أن إسرائيل تريد من تصعيدها الجديد أن "تحرف أنظار المجتمع الإسرائيلي عن فشل سلاح الجو في رصد الطائرة التي حلقت في إسرائيل". ولفت إلى أن التهدئة ستكون سيدة الموقف طالما التزمت إسرائيل بوقف "عدوانها" على قطاع غزة، متوقعاً أن "أي استهداف إسرائيلي لفلسطينيين خلال الفترة المقبلة سيقابله رد فلسطيني بقصف المستوطنات والمواقع الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة". أما عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس بالضفة الغربية فقال لمراسل الأناضول إنه لا يعتقد بإمكانية حدوث تصعيد إسرائيلي أكبر ضد قطاع غزة. واعتبر أن المنطقة "لا تحتمل تصعيدا لأن مستوى التوتر بها مرتفع، وأي إطلاق نار بكثافة يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية ، فبالتالي الكل حذر سواء حماس وإسرائيل أو غيرهما". وبسؤاله عن إمكانية خوض إسرائيل لحرب في هذا التوقيت قال قاسم إن "إسرائيل لا تستطيع الآن لأنها تشعر بحالة من الضعف لا تؤهلها للقيام بهجوم قد تشترك فيه صده دول وجهات متعددة، من إيران لسوريا لحزب الله لحماس، وإسرائيل ليست في وضع عسكري يمكنها من مواجهة كل هذه الأطراف.". لكن الخبير والمحلل السياسي أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت برام الله، نشأت الأقطش، اختلف مع الرأي السابق معتبرا في حديثه ل"الأناضول" أنه من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتفريغ الشحنة في قطاع غزة أو في جنوب لبنان بعد الصعوبات اللوجستية التي تواجهها في التحرك ضد إيران لعدم وجود جهة تساعدها في ذلك" وأوضح الأقطش أن" ثمن التحرك ضد جنوب لبنان تعرفه إسرائيل جيدا وهو قاس عليها وبالتالي فمن الممكن أن تضرب تل أبيب غزة على شكل تصعيد من طرف واحد بقصف القطاع بصورة أقل مما فعلته في أواخر عام 2008 لكنه لن يصل إلى حد احتلال القطاع، وإنما سيهدف إلى إبقاء الجبهة ساخنة". وعن رد فصائل غزة قال الأقطش إن "بعض الفصائل قد ترد بإطلاق الصواريخ لكن حماس ستعمل على ضبط الوضع ومنع أي رد واسع". ولفت إلى أنه "توجد معادلة جديدة لا نعرف كيف ستؤثر على المنطقة، وهي وجود النظام الإسلامي في مصر، فهل ستكون حماس أكثر عنفا من الماضي لأنها مدعومة من هذا النظام أم ستكون أكثر انضباطا لأن مصر ليست بحاجة لمشاكل؟"، مرجحا أن "مصر لا تحتمل هزات في الوقت الحالي، وبالتالي فعلى حماس أن تضبط وتنضبط في قطاع غزة". وهددت كل من كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وسريا القدس جناح حركة الجهاد الإسلامي العسكري، وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة ب"تصعيد ردها العسكري" إزاء القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة. وأصيب 15 فلسطينياً إثر غارات إسرائيلية متتالية منذ مساء الأحد استهدفت أماكن متفرقة من قطاع غزة بينهم 6 أطفال ورضيعة، واثنين قالت إسرائيل إنهما منتميان لتنظيم "الجهاد العالمي". وفي وقت مبكر صباح الاثنين أطلقت كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين أكثر من 70 قذيفة صاروخية على المواقع الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ردا على الغارات الإسرائيلية الأخيرة. مواد متعلقة: 1. استهداف إسرائيلي لجنوب قطاع غزة 2. القسام تتوعد بالرد على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة 3. أوقاف غزة تدعو لحماية مساجدها من القصف الإسرائيلي