يقوم الفنان عمر الفيومي حاليا برسم لوحة جديدة عن المقهى في وسط البلد، على وشك الانتهاء منها. يمثل العمل بانوراما لشكل المقهى في وسط البلد، ذلك المقهى الذي ظهر في عدد كبير من لوحات الفنان كل مرة بمزاق خاص. والعمل بمقاس 59 × 206 سنتيمتر، وينقسم إلى لوحتين، استخدم الفنان فيه خامة الألوان الزينية على التوال. واللوحة تصور أشخاص رسمهم جميعا باللون الأسود، بينما رسم الأرضية والحائط خلفهم باللون الأحمر، وهو لم يهتم بإظهار التفاصيل الدقيقة للأشخاص ولشكل المقهى، لكنه أهتم التعبير عن هؤلاء الأشخاص في جلستهم على المقهى، فبعضهم يستمتع بالحديث مع الأصدقاء، وآخرون يشربون الشيشة، وغيرهم يلعبون، ومنهم من يشرب القهوى والشاي، وهناك من يقرأ، ومن يفكر، ومن يسرح؛ فمقهى وسط البلد تلك المنطقة التي تتواجد بقلب القاهرة لها طابع خاص؛ حيث اعتاد المثقفين منذ زمن بعيد الجلوس عليها ومناقشة مواضيعهم الثقافية، سواء كانوا فنانين أو كتاب أو شعراء فأغلبهم مبدعين بشكل عام؛ ولذلك فمقهى وسط البلد مختلف عن مقاهي المناطق الأخرى، فهو شهد إبداعات نجيب محفوظ وغيره من مبدعين مصر الكبار الذين عرفت بهم مقاهي وسط البلد. ولذلك فمقهى الفيومي يحمل كل هذه السمات التي تميز بها مقهى وسط البلد، فعلى الرغم من اختيار الفنان لونا واحدا لأشخاص مقهاه، إلا أنه برع التعبير عن كل منهم ليوصل حالة المقهى الحقيقية في وسط البلد. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتناول الفنان عمر الفيومي مقهى وسط البلد، لكنه أقام عدة معارض ظهر فيها هذا المقهى بكل سماته، فتارة نجده يرسم لاعبي الطاولة، وتارة أخرى من يشربون القهوة والشاي، وغيرها من المشاهد التي نراها في المقهى الشعبي، لكن الفنان في هذا العمل رسم رؤية كاملة عن المقهى محاولا إظهار كل من يرتادوها في مجموعات؛ ولذلك يعد هذا العمل بانوراما لشكل مقهى وسط البلد. والفنان عمر الفيومي ولد في أول فبراير عام 1957، حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1981، والتحق بأكاديمية الفنون بسان بطرس برج في روسيا عام 1991، وتخصص في مجال التصوير الجداري في الأكاديمية عام 1993. أقام عدة معارض آخرها "كلام حريم" في المركز الروسي للعلوم والثقافة عام 2010. وشارك في أكثر من ثلاثين معرض محلي ودولي. يذكر أن الفيومي حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة عام 2000. ومن أبرز أعماله عمل جداري في سوق "الفسطاط" بحي مصر القديمة بمقاس 2.4 متر أنتجه عام 2000.