بثت قناة العربية الإخبارية الفضائية مساء اليوم "الأحد"، ثاني حلقاتها الخاصة بما وصفته بالوثائق السرية المسربة من الدوائر الرسمية في سوريا والتي حصلت عليها بمساعدة عناصر من المعارضة السورية. وعرضت "العربية" وثيقة جديدة من الوثائق الأمنية المسربة تكشف عن تورط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عملية تفجير "القزاز" ، والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين السوريين الأبرياء يوم 10 مايو الماضي.
وبحسب الوثيقة، فإن النظام السوري عمد إلى التضحية بالمئات من مواطنيه وأيضا من عناصر الأمن التابعة له، ممن يحملون الرتب الاعتيادية وذلك لإقناع الرأي العام العالمي بأن عناصر إرهابية بدأت تقوم بعملياتها التخربية في سوريا.
وأشارت "العربية" إلى أنه في الثامن من شهر مايو من العام الجاري، أي قبل يومين فقط من وقوع تفجير "القزاز"، كتب رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية "ذو الهمة شاليش"، وثيقة تحت مسمى (أمر تحرك).
وأضافت القناة أن تلك الوثيقة خاطبت رئيس فرع المخابرات الجوية صقر منون وجاء فيها: "بناء على التوصيات التي خرجت بها القيادة المشتركة (يقصد هنا القيادة المشتركة التي تضم كلا من من إيران وروسيا والنظام السوري ومقرها طهران) في ظل الظروف الراهنة، وبأمر من الرئيس السوري بشار الأسد، وبحسب الخطة الموضوعة، فإنه لابد من إقناع الرأي العام المحلي والعالمي بوجود جماعات إرهابية في سوريا".
وعليه، يوعز الرئيس الأسد ل"منون" بعدة أوامر غاية في الخطورة، أولها، التنسيق مع قادة الأفرع الأمنية السورية رقم 235 وهو فرع فلسطين الشهير، والفرع 216 وهو فرع الدوريات وهما متلاصقان، بالتنسيق مع هذه الأفرع وإفراغها من العناصر الأمنية ذات الرتب العالية فورا.
وفي النقطة الثانية ، يأمر الأسد في هذه الوثيقة بتجهيز شاحنة مفخخة بوزن 1000 كيلوجرام من المتفجرات لاستهداف الأفرع الأمنية التابعة لها في منطقة القزاز، وبعد تجهيز تلك المتفجرات، يأمر الأسد في النقطة الثالثة بضرورة عدم وجود مراسلي التلفزيون السوري في المكان والتأخر في نقل الخبر وتكمن خطورة الأمر في النقطة الرابعة، التي أمر فيها بشار الأسد بوضع حراس الأفرع الأمنية وعادة ما يكونون من الرتب الصغيرة على أبواب الأفرع الأمنية، إضافة إلى ما يأمر به الأسد في النقطة من أن يتم التفجير في وقت الذروة.
وفي وثيقة أخرى، يطلب رئيس فرع المخابرات الجوية صقر منون، من قرينه العقيد سهيل حسن التوجه إلى الأفرع 235 و216، كما يظهر في الوثيقة ، مستخدما سيارات مدنية لتنفيذ الأمر3247 فورا، ويقصد بهذا الرمز ما شهدت عليه دمشق في ذلك اليوم.
وكشفت الوثائق التي حصلت عليها قناة العربية الإخبارية الفضائية ووصفتها ب"الأمنية السرية المسربة من الدوائر الرسمية في سوريا" أن النظام السوري أسقط الطائرة التركية باستخدام صاروخ دفاع جوي نوع "غراد" وليس بمضادات جوية، وأن القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس هي التي باشرت تنفيذ تلك العملية.
وقالت "العربية" إن وثيقة سرية كانت في طريقها من مكتب الرئيس السوري بشار الأسد، متوجهة إلى رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية تبلغه أن المخابرات الجوية السورية تمكنت من القبض على طيارين من سلاح الجو التركي.
وأضافت أن تلك الوثيقة اقترحت نقل الطيارين التركيين إلى لبنان بعهدة "حزب الله" للاستفادة منهما في وقت آخر، موضحة أن الوثائق شددت على ضرورة إحراج تركيا بعدما ثبت دعمها للجيش الحر.
وأشارت الوثيقة إلى أن بشار الأسد طلب التخلص من هذين "الطيارين" لدى فرع العمليات بطريقة طبيعية وإرجاعهما إلى مكان وجودهما في المياه الدولية.
وذكرت "العربية" أن وثائقها كشفت عن ضلوع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في العمل على زعزعة استقرار الأردن ولبنان، وذلك بعد جمع الوقائع والأسماء والتواريخ والأرقام بالتعاون مع المعارضة السورية والتي فضلت عدم الحديث عن كيفية الحصول عليها.
وأشارت قناة العربية الإخبارية الفضائية، إلى أن الوثائق السرية المسربة إليها حول خبايا النظام السوري، أثارت ردود أفعال دولية وبدأ صداها يتردد في وسائل الإعلام العالمية.