فيما يعتبر الحلقة الأخيرة من سلسلة هزائم عسكرية مني بها حركة الشباب المجاهدين ، تخلت الحركة عن مرفأ "كيسمايو"، آخر معاقلهم في الصومال ، وهو ما يشير الى تراجع نفوذهم ، ويفتح الباب أمام صفحة جديدة في البلاد التي اجتاحتها حرب اهلية استمرت 21 عاما . ويرى المحللون إن "خسارة كيسمايو تشكل منعطفا، لأن الشباب خسروا مصدرا رئيسيا لعائداتهم"، في إشارة إلى صادرات الفحم التي كانت تؤمن للإسلاميين قسما كبيرا من عائداتهم، لكن الصومال لن يعرف السلام إلا إذا أظهرت السلطات الجديدة قدرتها على ملء الفراغ بعد 21 عاما من انعدام السلطة المركزية.
ورأت لورا هاموند من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن أن "خسارة كيسمايو هي ضربة كبرى مني بها الشباب، لكنني لن أقول إنها نهاية الحركة"، لافتة إلى أن "الإسلاميين لا يزالون يسيطرون على أقسام كبيرة من الجبال الجنوبية وبعض المدن الصغيرة".
وقالت هاموند "من المهم الإقرار بأن الشباب كانوا يحظون بنوع من التأييد الشعبي في جنوب الصومال. فمنذ ستة أعوام يوفر هؤلاء الأمن لمنطقة في حاجة ماسة إليه".
وأضافت: "للقضاء فعليا على الشباب، على الحكومة الجديدة أن تثبت أولا لمناصريهم أنها قادرة على الأقل على ضمان هذا الأمن بالمقدار نفسه".
انجاز مهم
وبدوره ، أكد الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود إن العمليات العسكرية المشتركة في كيسمايو التي أسفرت عن انسحاب حركة الشباب من أخر معاقلها تمثل إنجازا هاما بالنسبة للصومال.
ودعا الرئيس الصومالي سكان مدينة كيسمايو إلى الهدوء والتعاون مع الأجهزة الأمنية والقوات الإفريقية والصومالية المشتركة لتحقيق الأمن في المدينة.
كما ناشد الرئيس الصومالي المنظمات الإنسانية بتقديم مساعدات عاجلة إلى سكان مدينة كيسمايو، التي استعادتها القوات الحكومية بدعم من قوات الاتحاد الإفريقي.
في هذه الأثناء صرح رئيس أركان القوات الصومالية الجنرال عبد الكريم يوسف في مؤتمر صحفي بالعاصمة مقديشو بأن أوامر صدرت للقوات الصومالية بعدم دخول وسط المدينة والبقاء في مواقعها في أطراف كيسمايو حتي إشعار آخر.
معركة سياسية
ولكن بعيدا عن التطورات الميدانية، فإن المعركة المقبلة في الصومال ستكون سياسية. فهذا البلد الذي يضم ثمانية ملايين نسمة قادته منذ العام 2000 سلطات انتقالية لا تتمتع بشرعية فعلية ولا برصيد شعبي.
وقد بات له منذ أغسطس /آب برلمان جديد ومنذ 10 سبتمبر/ايلول رئيس انتخبه هذا البرلمان هو حسن شيخ محمود (56 عاما) الذي يحظى باحترام المجتمع المدني.
ويكرس هذا الانسحاب سلسلة الهزائم العسكرية التي منيت بها منذ سنة الحركة الاسلامية ، والتي حاولت تعويضها من خلال زيادة الاعتداءات في العاصمة الصومالية مقديشو او في الاراضي الكينية المجاورة.
واعلنت الحركة الاسلامية على موقعها في تويتر "من مدينة هانئة تحكمها الشريعة الاسلامية، ستصبح كيسمايو ساحة معركة بين المسلمين والغزاة الكفار".
وحذر المتمردون من أنهم سيكثفون الهجمات الانتحارية التي يشنونها منذ أشهر في الصومال وكينيا المجاورة، وذلك ردا على هزائمهم العسكرية.
تاريخ حركة الشباب
يشار الى ان حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن وتتهم من عدة أطراف بالإرهاب بينها وزارة الخارجية الأمريكية النرويج والسويد وقد تأسست في أوائل 2004 وكانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامه إلى مايعرف ب"تحالف المعارضة الصومالية".
وهناك من يقول بأن تلك الحركة تمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال . كما يتواجد مقاتلين أجانب مسلمين داخل الحركة كانوا قد دعوا للمشاركة في (جهاد) ضد الحكومة الصومالية وحلفائها الإثيوبيين.
كذلك تقوم عناصر تابعة للحركة بالقيام بالتفجيرات الاستشهادية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قضى في التفجير داخل فندق ببلدة بلدوين وسط الصومال وقتل معه 30 شخصا على الأقل حيث أعلن متحدث باسم الحركة في مؤتمر صحفي لاحق تبني الحركة للهجوم ووصفها للوزير "بالمرتد الكافر.
مواد متعلقة: 1. حركة الشباب المجاهدين تستعيد السيطرة على مدينة استراتيجية في الصومال 2. "جاليري محيط": الاتحاد الافريقي في الصومال .. وإستمرار القتال ضد حركة الشباب المجاهدين .. فيديو 3. قوات "أميصوم" تقتل أربعة مسلحين ينتمون لحركة الشباب المجاهدين بالصومال