أ.ش.أ: ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية اليوم السبت أن حصيلة أعداد القتلى والجرحى في إيران من جراء ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة لمنشآت بلادهم النووية، قد تضاهي كارثتي انفجار مفاعل "تشيرنوبل" في أوكرانيا ومصنع مبيدات في مدينة "بوبال" الهندية اللذان وقعا إبان ثمانينات القرن الماضي. وأوضحت المجلة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني - أنه في ظل تراشق المسئولين الإسرائيليين والإيرانيين بالتصريحات والتهديدات فيما بينهم على خلفية برنامج طهران النووي، يغفل الكثيرون الحديث عن حجم الأضرار الوخيمة والكارثة الإنسانية التي قد تطال أبناء الشعب الإيراني من إقدام إسرائيل على تلك الخطوة.
وقالت المجلة "إن الإيرانيين يعيشون الآن تلك الأيام تحت وطأة حصار اقتصادي مرير يتبلور بشكل واضح في انخفاض قيمة العملة الوطنية إلى أدنى مستوياتها ونقص في الموارد الطبية الأساسية وعجز في سلع رئيسية مثل الخبز والمواد الاستهلاكية الأخرى".
ولفتت المجلة إلى أنه بجانب تلك المعاناة المعيشية ، يسيطر الآن على الإيرانيين هاجسا أساسيا وهو الكارثة الإنسانية التي قد يعاصرونها من جراء ضربة عسكرية أو أمريكية لبلادهم.
وقالت مجلة "تايم" الأمريكية - في تحليلها الإخباري - إنه مع تنامي الحديث والتلميحات بشأن ضربة إسرائيلية لإيران ، يزداد المزاج العام في إيران سوءا وتوترا عن ذي قبل، إذ يشعر الإيرانيون بأنهم باتوا "محاصرين" بين حكومة "عنيدة" ترفض التخلي عن طموحاتها النووية وبين عالم غير مهتم لمعاناتهم اليومية لدرجة تعميه عن التنبه لعواقب إقدام إسرائيل على ضرب بلادهم.
وذكرت المجلة أنه على الرغم من أن حالة الخوف والهلع التي تنتاب الإيرانيين بسبب هجوم إسرائيلي وشيك،إلا إنهم لا يزالون غير قادرين بعد على تحديد وتعريف حجم الآثار الكارثية التي تنجم عن ذلك الهجوم.
وأشارت المجلة إلى تقرير صدر مؤخرا عن أساتذة وخبراء إيرانيين في مجال إدارة المخلفات النووية الصناعية يتوقعون فيه بأن تتراوح حصيلة أعداد القتلى والجرحى من جراء هجوم إسرائيلي على عدد من منشآت إيران النووية ما بين 5 آلاف و 80 ألف شخص.
ولفت التقرير إلى أن هناك عددا لا بأس به من المنشآت الإيرانية النووية تقع بالقرب من مراكز ومدن سكانية كبرى، مرجحا أن تكون تلك المنشآت هدفا أكيدا لقصف إسرائيلي محتملا على البلاد على رأسها:منشأة تحويل اليورانيوم الرئيسية في مدينة "أصفهان" والتي تحتوي على ما يناهز من 371 طنا من اليورانيوم المحول إلى غاز هكسافلوريد.
وحذر التقرير من أن الغازات والمواد التي قد تنبعث في الهواء عن انفجار المفاعل ستصل إلى مركز المدينة في أقل من ساعة متسببة في إصابة ومقتل ما لا يقل 70 ألف شخص وتعريض نحو 300 ألف لمواد ونفايات مشعة.
وأوضح أن تلك الغازات المسربة وأعمدة الدخان قد " تدمر جهاز التنفسي والرئتين والإصابة بالعمى وتدمير الخلايا والأنسجة والأعضاء الحيوية في الجسم".
وخلص التقرير إلى أن الكارثة الإنسانية التي ستطال الشعب الإيراني بعد هجوم عسكري على بلادهم لا تقل أهمية أو خطورة عن انفجار مفاعل تشيرنول في أوكرانيا ومصنع مدينة بوبال الهندية. مواد متعلقة: 1. مسئول أمريكي : ضرب إيران عسكرياً قد يؤدي إلى إلغاء اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل 2. مصادر: حكومة نتنياهو تعمل على تخفيف حدة التوتر مع واشنطن بشأن ضرب إيران 3. "وورلد تربيون": إسرائيل تكثف تدريباتها تحسبا لرد فعل حزب الله فى حال ضرب إيران