*الفيلم المسئ عن الرسول الكريم يثير غضب 6 مليار مسلم علي مستوي العالم. *رصد لبعض لمشاريع الفنية التي تتبناها النقابات الفنية وبعض الدول للرد علي الفيلم المسئ للرسول. *الناقد الفني عصام زكريا : الرد علي هذه الأعمال المسيئة لا يكون بتقديم أعمال دعائية مباشرة ، ولا بد من تقديم أفلام عظيمة بغض النظر عن موضوعها . *الناقد الفني نادر عدلي : الفن الذي يعتمد علي الإساءة لا يعتبر فنا ، ولا بد من تقديم أعمال تعكس أخلاقيات الشعوب وتسامحها وهذه النوعية من الأفلام لا بد أن تقدم بصورة دائمة بغض النظر عن كونها رد فعل لهجوم ما .
أثار الفيلم المسئ للرسول سخط وغضب 6 مليار مسلم علي مستوي العالم ، واكتملت الحلقة بالرسوم المسيئة التي نشرت في فرنسا والدنمارك ، وكان لهذا أكبر الأثر في تحرك قوي المجتمع لمناهضة هذا العمل ومواجهته خاصة علي المستوي الفني والأدبي ، فقمنا برصد بعض المشاريع الفنية المقترحة من الدول المختلفة للرد علي هذه الأعمال المسيئة لنبينا الكريم وتعريف العالم بسيرة رسول الله وأخلاقياته .
وبداية في مصر بدأت نقابة السينمائيين المصرية خطواتها للرد على الفيلم المسيء للرسول الكريم بفيلم يروي عظمته ، حيث أعلن نقيب السينمائيين مسعد فوده أن النقابة بدأت في تشكيل لجنة لوضع تصور خاص لفيلم سينمائي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيتم الاتفاق مع دول أخرى تشارك في إنتاج الفيلم، حسب ما تناقلته وكالات الأنباء ، وأشار فوده إلى أن تدخل دول عربية وإسلامية في إنتاج الفيلم جاء ليخرج بشكل جيد.
كما أعلن سامح الصريطي وكيل النقابة أن الفيلم سيحمل اسم "عبقرية محمد" ، بالإضافة إلي أنه يحاول الاتصال برجل الأعمال المسيحي زكي لوقا الذي أبدى استعداده لإنتاج الفيلم .
وأعلنت حركة «أزهريون مع الدولة المدنية» عن تأييدها بإنتاج فيلم عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتم ترجمته إلى 10 لغات من أجل إظهار الصورة الحقيقية له والرد على الفيلم المسيء الذي انتشر مؤخرا.
وأكد الشيخ محمد عبد الله نصر مؤسس الحركة في تصريحات له أنهم تبنوا هذا الاقتراح وسيصدرون بيانًا لتأكيد تضامنهم مع تلك الدعوى، معربا عن سعادته بمثل تلك المبادرات التي تهدف للتعريف الصحيح بالدين الإسلامي وسماحته.
علي الجانب الآخر اتخذ د / صابر عرب وزير الثقافة قرارا جريئا في مواجهة ما يحدث الآن للرسول الكريم من إساءة وذلك من خلال إعادة تقديم العرض الغنائي المسرحي ( هي في حياة الرسول ) لجميع محافظات الجمهورية ، صياغة وأشعار سراج الدين عبد القادر ، أداء وألحان وإنشاد ورؤية إخراج لمداح الرسول ( صلي ) د/ أحمد كحلاوي ، وتتناول المسرحية سيرة وفضائل وأخلاقيات الرسول الكريم في التسامح والعطف والتراحم والعدل .
وفي نموذج آخر اتخذته دولة قطرفي خطوة عملية للرد على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أعلنت مجموعة النور القابضة القطرية عزمها المضي قدما في بدء إنتاج فيلم عن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، على ثلاثة أجزاء بتكلفة تقدر ب450 مليون دولار، بمعايير عالمية من الناحية الفنية والبصرية، ليكون الفيلم الأضخم والأعظم إبهاراً، مشيرة إلى أنها شارفت على إكمال المراحل النهائية من السيناريو، بعد التغلب على عدد كبير من التحديات الفنية والدرامية.
وقامت شبكة الإعلام العربية " محيط " باستطلاع آراء بعض النقاد الفنيين لمعرفة اقتراحاتهم للرد علي هذه الأعمال المسيئة للرسول ودور الفن لمواجهة مثل هذه الأعمال.
أكد عصام زكريا الناقد الفني أن الرد علي هذه الأعمال المسيئة لا يكون بتقديم أفلام دعائية مباشرة لأن هذه الأعمال لا يهتم الجمهور بمشاهدتها ،ولا بد من تقديم أعمال يكون هدفها تحسين صورتنا أمام العالم، فالفن يختلف عن برامج التوك شو التي تعتمد علي استضافة الضيوف الذين يتحدثون ويدافعون بطريقة مباشرة ، أما الفن فيقوم بتوصيل رسالته بطرق أخري وذلك بتقديم أفلام عظيمة بغض النظر عن موضوعها علي سبيل المثال : تقديم أفلام عن التسامح ، الإنسانية ، التحضر، القيم،الأخلاق ،المبادئ .
وعن رأيه في المشاريع الفنية التي تتبناها بعض النقابات الفنية والدول المختلفة أشار زكريا أن هذه الأعمال تمثل ردود فعل مضادة ،عاطفية أكثر منها حقيقية .
وأضاف أنه من الضروري التركيز علي جودة الفيلم الفنية والتي تجعل الجمهور يقبل علي مشاهدته، وفي رأيه أوضح علي سبيل المثال أن مثل الأفلام الإيرانية الذي يساعد علي نجاحها أنها تركز في أفلامها علي القيم والأخلاقيات وتعمل علي تحسين صورة إيران أمام الشعوب أكثر من أي كلام سياسي ممكن أن يقال عنها ، لذلك لكي نرد علي هذه الإساءة لا بد أن نكون شعوب متحضرة تحترم الفن والحريات والإنسانية ونقدم أعمالا تبرز أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا سواء في مجال العمل ، أو التعامل مع الغير، وإظهار كل القيم النبيلة الموجودة في الفن والإسلام .
وأضاف زكريا أنه لا بد أن تقدم هذه الأعمال من خلال صور واقعية مثل أعمال نجيب محفوظ ويوسف شاهين حتى يكون ذلك بمثابة دعاية لنا أكثر من تقديم أي عمل آخر بطريقة مباشرة عن الرسول وأخلاقياته .
علي الجانب الأخر أكد نادر عدلي الناقد الفني أنه لا يوجد فن يهدف للإساءة فهذا ليس فنا ، فما تم إنتاجه من أفلام مسيئة للرسول وماتم نشره من صور لا يندرج تحت قائمة الأعمال الفنية من الأساس، وإنما مثل هذه الأعمال محاولة لبث الكراهية والعداء مع الآخر.
وعن دور الفن لمواجهة مثل هذه الأعمال أشار نادر عدلي أنه لا يمكن أن نربط ما تنوي بعض الجهات الفنية إنتاجه من أفلام تتناول سيرة الرسول الكريم بالرد علي هذه الأعمال المسيئة ،لأن مثل هذه النوعية من الأفلام تعتبر من الأساسيات التي يجب أن تقدم بصورة دائمة بغض النظر عن كونها رد فعل لهجوم ما .
وأكد أنه لا بد أن تقدم هذه الأعمال بشكل فني رفيع ينقل أخلاقيات هذه الشعوب وقوتها وتسامحها دون أن يكون هناك رغبة في الرد علي الآخر وذلك علي مستوي الديانات السماوية الثلاثة سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية ، فالدين عموما يقوم علي التسامح لذلك لا بد من تقديم أعمال فنية دينية يكون هدفها التسامح والتعريف بالدين ، فالفن هدفه الأساسي يدعو للخير والحق والجمال ، فمثل هذه الأعمال لا بد أن تكون متواجدة طوال الوقت وليس رد فعل علي أعمال .
وأضاف نادر عدلي أننا نواجه مشكلة في عرض ماهو مسموح وماهو غير مسموح حيث تواجه بعض الأعمال بالرفض لمجرد تجسيد الشخصيات ، وعلي سبيل المثال مسلسل الفاروق عمر قوبل بالرفض لمجرد تجسيد الشخصية علي الرغم من جودة العمل الفنية ولولا ذلك لتم عرضه في مختلف الدول ، وكذلك فيلم الرسالة منع عرضه أكثر من ثلاثين عاما إلي أن تم الموافقة عليه وتم عرضه بالفعل ولاقي إعجابا شديد لجودته الفنية وإبرازه للمعاني الحقيقية للإسلام .
وأيد عدلي فكرة عرض الأعمال السابقة التي تتناول سيرة الرسول الكريم ، أما فيما يتعلق بإنتاج أعمال جديدة فمثل هذه الأعمال لا يقبل المنتجين عليها نظرا لتكلفتها الضخمة وعدم إقبال الجمهور عليها ، لذلك لا بد من تعاون الشركات الإنتاجية بمشاركة بعض الدول العربية حتي نتمكن من أنتاج أفلام جيدة وحقيقية تعبر عن الواقع . مواد متعلقة: 1. مسئول إيراني يطالب بمقاطعة مهرجان الأوسكار اعتراضا على الفيلم المسيء للرسول 2. عادل إمام: أفلام الدفاع عن الرسول «كلام فاضي».. وكنت أخشى السجن