نيويورك (رويترز) - قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيوجه إنذارا نهائيا لإيران في كلمته أمام الأممالمتحدة يوم الخميس لوقف أنشطتها النووية وإلا ستواجه خطر التعرض لهجوم عسكري. ويلقي نتنياهو خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد يوم من الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاربعاء وخيب فيها أمل بعض الإسرائيليين لامتناعه عن تحديد مهلة لإيران رغم أنه حذر من أن الوقت أمام الدبلوماسية مع طهران ليس ممتدا "لأجل غير مسمى". وترى إسرائيل في امتلاك إيران أسلحة نووية تهديدا لوجودها وتهدد منذ فترة طويلة بشن هجوم وقائي عليها وهو ما أثار قلق قوى عالمية تنتهج أسلوب العقوبات والتفاوض. وعقد من استراتيجية نتنياهو علاقته المتوترة مع أوباما في الوقت الذي يقترب فيه موعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني وأيضا إحجام عدد كبير من الإسرائيليين عن تفجير صراع مع إيران التي تنفي سعيها لتطوير أسلحة نووية وتوعدت برد واسع إذا تعرضت لهجوم. وقال مسؤول إسرائيلي كبير وهو في طريقه إلى نيويورك "سيحدد رئيس الوزراء خطا أحمر واضحا في كلمته لن يتعارض مع تصريحات أوباما. قال أوباما إن إيران لن تمتلك أسلحة نووية. وسيوضح رئيس الوزراء الطريقة التي ستحول دون امتلاك إيران أسلحة نووية." ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. ورغم أنه لم يوضح من قبل متى يمكن أن تكون إسرائيل مستعدة لخوض الحرب قال نتنياهو إن ايران يمكن أن تملك بحلول أوائل عام 2013 كميات كافية من اليورانيوم المنخفض التخصيب والتي يمكن تنقيتها إلى مستويات أعلى لإنتاج أول قنبلة نووية. وتخشى إسرائيل أن تتخذ هذه الخطوة بسرعة كبيرة أو في تكتم شديد يستحيل معه منعها. وتقول إيران إنها لا تعتزم تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى من 20 بالمئة المطلوبة لتشغيل مفاعل لإنتاج النظائر المشعة التي تستخدم في الأغرض الطبية. لكن هذا المستوى يقرب اليورانيوم الخام من مستوى النقاء بنسبة 90 بالمئة المطلوب لتصنيع قنبلة نووية. وعلى الرغم من أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد على نطاق واسع أن لديها ترسانة نووية فإن القوات الإسرائيلية ستجد صعوبة في إلحاق ضرر دائم بالمنشآت النووية الإيرانية البعيدة والتعامل مع حرب متعددة الجبهات. وزادت دعوات نتنياهو العلنية لوضع خطوط حمراء لإيران من الخلاف مع أوباما الديمقراطي الذي يتهمه منافسوه الجمهوريون باتباع سياسة لينة فيما يتعلق بأمن إسرائيل. وأثار ذلك اتهامات أمريكية بتدخل إسرائيل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني وهو ما نفاه نتنياهو. وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "سيقول رئيس الوزراء إن إسرائيل والولاياتالمتحدة يمكن أن يعملا معا لتحقيق هدفهما المشترك." وكان نتنياهو الذي يرأس حكومة ائتلافية محافظة ذات قاعدة عريضة غادر إلى الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء قائلا إنه سيقف على منصة الأممالمتحدة ممثلا لإسرائيل "متحدة في هدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي." لكن استطلاعات الرأي تظهر أن معظم الإسرائيليين يعارضون شن هجوم منفرد على إيران خشية إثارة غضب واشنطن وتفجير اشتباكات مع حلفاء إيران الإسلاميين في لبنان وغزة. وتأثر الرأي العام الإسرائيلي على ما يبدو باعتراض عدد من كبار مسؤولي الأمن القومي الإسرائيلي على شن هجوم منفرد على إيران. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة "هاآرتس" الليبرالية يوم الخميس أن 50 بالمئة من الإسرائيليين يخشون على بقاء بلادهم إذا نشب صراع. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء إن ايران تحت تهديد متواصل بعمل عسكري من "الصهاينة الهمج". وذكر في وقت سابق الأسبوع الجاري أن إسرائيل سوف "تزول" في النهاية. ونشرت "هاآرتس" أيضا مقتطفات من تقرير مسرب لوزارة الخارجية يفيد بأن العقوبات ألحقت ضررا باقتصاد إيران أكبر مما توقعته إسرائيل. وهذه المعلومات التي أكدها مسؤول إسرائيلي لرويترز يمكن أن تقوض أي محاولة من نتنياهو للقول بضرورة دراسة الخيار العسكري على الفور. وانتقد شاؤول موفاز زعيم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو لخلافه مع أوباما وعبر عن ثقته في موقف الولاياتالمتحدة الحاسم. وقال لراديو الجيش الإسرائيلي "أنا واثق من أن الولاياتالمتحدة.. من أن رئيس الولاياتالمتحدة.. مصمم على منع إيران من أن تصبح دولة نووية." حتى داخل ائتلاف نتنياهو عبر البعض عن تحفظه بشأن درجة الخلاف مع الولاياتالمتحدة. ووصف داني يعلون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تصريحات أوباما بشأن إيران في خطابه أمام الاممالمتحدة بأنها "هامة ومحسوبة". وقال لراديو إسرائيل إن حكومة نتنياهو وإدارة أوباما تجريان اتصالات غير معلنة وتقتربان من وضع حدود ينبغي ألا تتخطاها إيران. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)