أكد السفير الدكتور يوسف أحمد الشرقاوي نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي وليبيا على أن الطلب الليبي بتسليم رموز نظام القذافي المتواجدين على أرض مصر يتم حله حاليا من خلال النائب العام بالطريقة القانونية والعدالة الناجزة. وقال السفير يوسف الشرقاوي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الاوسط "أن النائب العام الليبي قد بعث قائمة بأسماء المطلوبين إلى النائب العام المصري، وإن هذا ما تداولته الكثير من وسائل الإعلام مما يؤكد أن هذا الملف دخل في إطار الشكل القانوني، وأنه يتم معالجته الآن بالوسائل القضائية طبقا لاتفاق التعاون القضائي بين البلدين، وفي إطار العلاقات القوية بين الشعبين في كافة المجالات.
وفيما يتعلق بالعمالة المصرية في ليبيا، قال السفير يوسف الشرقاوي نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي وليبيا، إن السفارة المصرية بليبيا تبدي إهتماما كبيرا بحماية ورعاية المصريين بليبيا، فضلا عن الدور النشط الذي تقوم به في إحتواء جميع مشاكلهم.
وقال السفير يوسف الشرقاوي "إن السفارة المصرية بليبيا وبالتعاون مع جهات الاختصاص بوزارة الخارجية والجهات المختصة، نجحت مؤخرا في الإفراج عن العديد من المحتجزين المصريين في ليبيا سواء من المحتجزين في اشتباكات منطقة "أبو سليم" التي اندلعت بين المصريين أنفسهم، أو المصريين المخالفين لقوانين الإقامة وتقنين أوضاع الكثير منهم، فضلا عن نجاحها في احتواء مشكلة الصيادين والمراكب المصرية التي اخترقت المياة الإقليمية الليبية، وتسللت بطريقة غير شرعية للقيام بأعمال صيد بدون ترخيص.
وأوضح السفير الشرقاوي أنه يجري العمل حاليا لوضع حلول إستراتيجية في هذا الشأن لمصلحة أبناء مصر والدول التي يقومون بها بأعمال الصيد.
وكشف الشرقاوي عن وجود مقترحات ومشاريع تهدف إلى استثمار علاقات مصر القوية مع دول الجوار مثل ليبيا وبلاد المغرب العربي، من أجل حل مشكلة الصيد بدون ترخيص وإنشاء لجان مشتركة للصيد تنبثق عنها مشروعات وشركات مشتركة للصيد والنقل البحري، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة اهتمام مصر أيضا بالعمالة المصرية التي تصدر للخارج حيث لابد أن تكون على مستوى عال من الكفاءة ومؤهلة ومدربة، والحصول على التأشيرات وفقا للقواعد القانونية المطلوبة في هذا الشأن.
وعن الأسلحة التي تدخل إلى مصر عبر ليبيا، قال السفير الشرقاوي "إن هناك حاليا تكثيفا للرقابة على الحدود، وإن مصر نجحت في السيطرة على الوضع الأمني على أراضيها، مشددا في الوقت ذاته على ضروة الأخذ في الاعتبار أن البلدين مصر وليبيا كانا يمران بظروف استثنائية عقب الثورة".
وأكد السفير يوسف الشرقاوي نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المغرب العربي وليبيا أن الدبلوماسية المصرية أصبحت الان وبعد ثورة 25 يناير ملكا للشعب المصري، كما أنه أصبح هناك سقف زمني لكل قضية فضلا عن السرعة والجودة في الأداء وفي التعامل مع أي ملف بالخارجية المصرية، وقال: "لم يعد هناك ملف يفتح ولايقفل .. وفقا للمصلحة القومية المصرية والأمن القومي المصري".
وقال السفير يوسف الشرقاوي "إن هناك تحركا كبيرا ونشطا للدبلوماسية المصرية على أعلى مستوى بقيادة السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، وأنه لابد من ربط هذا التحرك بالزيارات الكثيرة والمهمة التي يقوم بها رئيس الجمهورية بالإضافة إلى مشاركته في قمة أديس أبابا وقمة مكة وقمة عدم الانحياز وفي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة وغير ذلك.
وأضاف الشرقاوي "إن هذا التحرك المصري له قيمة سياسية ودبلوماسية وإقتصادية كبيرة، فضلا عن الاهتمام برعاية أبناء مصر في الخارج كأولوية أولى واستعادة الدور المصري الريادي على مستوى الدائرة النيلية والمستوى الإقليمي والعربي والدولي، والقوة الناعمة المصرية، مؤكدا على أهمية الاستفادة من هذا الزخم والدور الدبلوماسي النشط في تفعيل العلاقات مع الدول الأخرى وخاصة دول الجوار.
وأشار السفير الشرقاوي إلى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام، وما يسمى بالدبلوماسية الشعبية التي ظهرت عقب الثورة ومع الربيع العربي من أجل تقوية العلاقات المصرية الليبية، وفتح مجالات جديدة لتعزيز وتقوية علاقات التعاون بين البلدين، مع ضرورة استمرار ومتابعة نتائج التحرك الدبلوماسي حتى يأتي بنتائج مثمرة.
يشار إلى أن الرئيس الموريتاني قد منح السفير الشرقاوي وسام الاستحقاق المتميز "كومندر" بشكل استثنائي عقب إنتهاء فترة عمله كسفير لمصر بموريتانيا، وذلك تكريما لجهوده وتوليه منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون دول المغرب العربي وليبيا.
وبالنسبة للأرصدة الليبية لرموز نظام القذافي بمصر، أشار الشرقاوي إلى أنه جاري الآن تحديدها وحصرها تمهيدا للتعامل معها وفقا للقانون، مؤكدا على حرص مصر على حل أي قضية مع ليبيا الشقيقة بالشكل القانوني وفي إطار المصالح المشتركة التي تخدم البلدين.
وشدد السفير الشرقاوي على أن علاقات الود التاريخية التي تربط الشعبين المصري والليبي قادرة على تخطي وحل أي قضية بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية - الليبية تربطها مجالات مختلفة والعديد من الروابط وأهمها رابطة الدم والنسب، خاصة في المناطق الحدودية وغيرها، فضلا عن العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الشعبين.
وأكد الشرقاوي، أهمية التركيز خلال الفترة المقبلة على إقامة مشروعات مشتركة خاصة في إطار الروح الإيجابية، وفخرنا بثورات الربيع العربي وبثورتنا السلمية الحضارية التي أصبحت منارة للعديد من الشعوب، مشيرا إلى أن الشركات المصرية سيكون لها دور كبير في إعادة الإعمار بليبيا لما تتمتع به تلك الشركات من دور بارز وسمعة طيبة في تشييد البنية التحتية خاصة في دول الخليج وموريتانيا والجزائر وتونس والمغرب والعديد من الدول الإفريقية وغيرها.
وأشار إلى أن هناك رغبة متوفرة لدى الجانب المصري والليبي لتكثيف الزيارات في المرحلة المقبلة من أجل تنشيط العلاقات الثنائية في كافة المجالات، مضيفا أنه من المتوقع أن يكون هناك لقاءات ثنائية بين مصر وليبيا ودول المغرب العربي على هامش الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها العادية رقم 67 وبعد ذلك. مواد متعلقة: 1. ثوار ليبيا يطالبون مصر بتسليم رموز النظام الليبي على رأسهم قذاف الدم 2. البشير يرحب بإقامة وحدة تكاملية بين السودان ومصر وليبيا 3. جوجل تحجب مقطعا من الفيلم المسيء للنبي محمد في مصر وليبيا