الأناضول: اعتبر قساوسة مصريون أن الفيلم المسيء للرسول محمد يهدف إلى النيل من التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر بعد ثورة يناير. جاء ذلك في مؤتمر بنقابة الصحفيين المصريين بوسط القاهرة, يوم أمس الخميس, تحت اسم "معا لنصرة الرسول" عقده اتحاد النقابات المهنية بالتنسيق مع لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وحضره قيادات قبطية دينية في مقدمتها الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومحمد عمارة المفكر الإسلامي وممثلو النقابات المهنية المختلفة.
وشهد المؤتمر حضورًا حاشدًا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين هتفوا خلال المؤتمر هتافات منها "الإنجيل والقرآن بيجرموا سب الأديان.. بالإرهاب وصفوا الرسول.. يقروا السيرة وهي تقول.. الهلال مع الصليب نصرة لرسولنا الحبيب".
وقال القس تادرس حبيب كاهن كنيسة الأنبا رويس في شبرا الخيمة، شمال القاهرة، إن الغرض من إنتاج الفيلم المسيء للرسول في هذا الوقت هو محاولة إشعال فتيل حرب أهلية في مصر غيظًا من التحول الديمقراطي الحاصل فيها.
وأضاف حبيب خلال المؤتمر "أتيت لأعلن ما تعلمونه من أن المسيحية ضد إهانة أي إنسان فما بالكم برمز من رموز الأديان".
واعتبر القس أن "الفيلم فشل في تحقيق هدفه ونجح في جمع المصريين على كلمة واحدة".
وبدوره قال الأنبا بسنتي أسقف حلوان "نحن شعب واحد لا نعرف إلا الحب والود ولولاهما ما بقيت مصر التي حققت نصر أكتوبر عام 1973 وحررتها من العدو الصهيوني". مضيفًا "المسيحي مع المسلم حققا نصر أكتوبر".
واستطرد بسنتي "إذا كان 7 من أقباط المهجر في أمريكا يُعتقد أنهم وراء إنتاج الفيلم المسيء فالآلاف من أقباط المهجر يحبون مصر وأهلها، مضيفًا "إن ملخص المسيحية الله محبة، وملخص الإسلام الدين المعاملة" في إشارة إلى أن المسيحية والإسلام يتفقان على المعاملة الحسنة وعدم الإساءة.
وفي كلمته خلال المؤتمر قال محمد بديع مرشد الإخوان "إن الشعب المصر يكتب تاريخًا جديدًا ويستعيد مكانته ليقول للعالم كله احترام شعب مصر وعقائده خط أحمر" مؤكدًا "أن شعب مصر كله يد واحدة على من يتطاول على مقدساته".
ووصف بديع المتطاولين على الرسول بأنهم "جنود الشيطان وليسوا محسوبين على المسيحية أو اليهودية"، وأضاف مرشد الإخوان أن الأنبا غبريال أسقف بني سويفجنوبالقاهرة أرسل إليه ألفًا من الشباب المسيحي ومعهم 4 من المطارنة للمشاركة في الوقفة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين ضد الفيلم المسيء للنبي في المحافظة.
وطالب بديع ب"تحويل الغضب إلى عمل وحركة لنشر الخير من خلال رسالة الحب والسلام"، مشددًا في الوقت نفسه على "ضرورة حماية الهيئات الدبلوماسية".
وطالب المرشد الهيئات والمنظمات الدولية بضرورة إصدار قانون يجرم الإساءة إلى المقدسات الدينية، كما طالب الشعب الأمريكي "بالوقوف في وجه أمثال السفهاء منتجي الفيلم".
وفي كلمته التي ألقاها الشيخ محمد عبد القادر نيابة عن وزير الأوقاف المصري, طلعت عفيفي قال "أهيب بكم أن تكونوا صورة حسنة لمحمد عليه السلام وأن تجعلوا مكارم أخلاق النبي أهدافًا في حياتكم".
فيما قال أحمد عارف عضو نقابة أطباء الأسنان إن 25 قسًا أمريكيًا تعاهدوا على أن يقصوا على رواد كنائسهم طرفًا من سيرة النبي محمد، فيما تطرق محمد عمارة المفكر الإسلامي لتداعيات أزمة الفيلم المسيء على العلاقات بين الدول الإسلامية والغرب.
وقال عمارة "إنه لا مشكلة للمسلمين مع الغرب وإنما مع مؤسسات الهيمنة الغربية"، مضيفًا "الغضب للمقدسات ليس فقط أمرًا مشروعًا وإنما أمر واجب على الجميع". مواد متعلقة: 1. الأنبا بسنتي: المُنتجون للفيلم المُسيء للرسول لا يمثلون أقباط المهجر 2. «بديع»: المصريون سيحاربون الإساءة للرسول بالحب والسلام 3. جاليري «محيط»: مرشد «الإخوان» يدعو لميثاق دولي يحرم الإساءة إلى أي مقدسات خلال مؤتمر «معاً لنصرة الرسول»