أصدر الشيخ ياسر برهامي ، عدد من الفتوى المتعلقة بالأحداث الجارية ، بأن من يقول أن قبلات الفنانين في السينما والمسلسلات حلال شرعا فيجب أن يستتاب ، قبل أن يحكم بكفره ، وأن مشاهدة الفيلم المسيء للنبي (ص) حراماً شرعاً. ففي سؤال حول الشبهات التي انتشرت من خلال بعض الشيوخ سواء من الأزهر أو غيره كأسامة القوصي، ومن قبلُ على ألسنة الفنانين والممثلين، وهي أن ما يظهر على الشاشة من مشاهد مثيرة ، وعارية إنما هو تمثيل، وأن الدور والسياق الدرامي للعمل إذا استدعى هذه المشاهد والقبلات والأحضان؛ فليس بحرام لما له من دور هادف وخصوصًا أن الممثلة تقول: إنها ليست هي التي تفعل ذلك، وإنما الشخصية التي تجسدها وتمثلها.
أجاب الشيخ برهامي قائلا : والله إنها ليست شبهة، وإنما دليل على المرض النفسي لمن يقول بذلك، فهذه المشاهد لا يشك عالم ولا عاقل في أنها داخلة في عموم نصوص الكتاب والسنة المحرِّمة لزنا الأعضاء كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخطأ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ) وما الهدف منها إلا إثارة الشهوات، وإضلال الشباب.
وأضاف برهامي في فتواه على موقع " صوت السلف ": أرى أن يعالَج نفسيًّا مَن يقول بجواز ذلك، فإن ثبت أنه عاقل فالواجب استتابته؛ لأنه يستحل ما هو معلوم من الدين بالضرورة تحريمه.
وفي سؤال آخر حول جواز مشاهدة الفيلم المسيء ، لنعلم ما فيه ونظهر كذبه وزيفه وما حكم أفلامنا الدينية المصرية التي يظهر فيها الممثل بدور أبي لهب -مثلاً- أو بدور أبي جهل، ويسب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أو يقول: إنه كذاب أو ساحر ، هل يكفر مَن يقوم بهذا الدور؟
وأجاب برهامي بأنه لا يجوز مشاهدة هذا الفيلم؛ لأنه استدعاء من المُشاهِد لهذا المنكر الفظيع والكفر الشنيع، ويجوز لطائفة من أهل العلم والاختصاص النظر إليه؛ لبحث اتخاذ الإجراءات المناسبة لدحض شبهاته والرد عليها، ومقاضاة ومحاسبة من قام بذلك.
أما من قام بدور " أبي لهب" في فيلم مثلا ، فلا يكفر من قام بهذا الدور مع قولي بعدم جواز ذلك إلا على سبيل الحكاية، وذلك لأنه يرى أنه يحكي ويمثِّل، وليس يعتقد صحة ما يقوله على لسان "أبي جهل" وغيره، وهناك مِن المعاصرين مَن يجوِّز ذلك؛ فهو متأول أو جاهل، أو مقلد تقليدًا محتملاً.