رويترز: اتهمت سوريا -وهي ذاتها يشتبه في قيامها بنشاط نووي غير مشروع- الغرب في اجتماع كبير للامم المتحدة اليوم الأربعاء بازدواج المعايير في التغاضي ضمنا عن ترسانة نووية إسرائيلية وحذرت من سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط. وردت إسرائيل في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بقولها أن سوريا وحليفتها إيران "معروفتان بسعيهما السري لامتلاك أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل أخرى".
كما أوضحت إسرائيل وجهة نظرها بأن منطقة الشرق الأوسط المضطربة ليست مستعدة بعد لإنشاء منطقة منزوعة السلاح النووي وهو المطلب الذي تسعى إلى دول عربية.
وقال شاؤول تشوريف رئيس هيئة الطاقة النووية الإسرائيلية "هذه العملية لا يمكن إطلاقها الا إذا وجدت العلاقات السلمية لفترة معقولة في المنطقة.
وقالت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي أن دمشق تستخدم "القمع الوحشي" لشعبها الذي يقوم بانتفاضة كمبرر لعدم التعامل مع المخاوف الدولية بشأن أعمالها النووية السابقة.
وحاول مفتشو الأممالمتحدة لفترة طويلة الدخول إلى موقع في صحراء محافظة دير الزور السورية قالت تقارير مخابرات أمريكية انه مشروع مفاعل نووي صممته كوريا الشمالية لإنتاج البلوتونيوم اللازم لصناعة الأسلحة النووية قبل أن تقصفه إسرائيل في 2007.
كما تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ايضا بمعلومات عن ثلاثة مواقع أخرى ربما تكون لها صلة بموقع دير الزور الذي تقول سوريا انه كان موقعا عسكريا تقليديا.
وأكد السفير السوري بسام الصباغ في تعليق علني نادر على الموضوع ان بلاده مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسعى إلى قلب الطاولة على متهمي دمشق عن طريق توجيه الاتهامات لإسرائيل.
ويعتقد أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم رفضها الكشف عن اي قدرة نووية، وتتفق إسرائيل مع الولاياتالمتحدة في اعتبار المشروع النووي الإيراني التهديد الأكثر إلحاحا في مجال الانتشار النووي.
وفي إشارة واضحة الى واشنطن وحلفائها قال الصباغ أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 155 دولة في فيينا ان بعض الدول ذات النفوذ تتغاضى عن حيازة إسرائيل لقدرات نووية وان عدم خضوعها لأي تفتيش دولي يكشف بوضوح مدى المعايير المزدوجة التي تستخدمها هذه الدول.
وأضاف أن ذلك يمثل تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها ومن الممكن أن يؤدي إلى سباق تسلح في الشرق الأوسط وان إسرائيل هي العقبة الوحيدة أمام تخلي الشرق الأوسط عن السلاح النووي.
وتقول إسرائيل أنها لن توقع اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي ولن تتخلى عن التسلح النووي الا في إطار اتفاقية سلام أوسع مع الدول العربية وإيران تضمن لها سلامتها وأمنها.
وقال المبعوث الإسرائيلي تشوريف أن مبدأ إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل "بالتأكيد اقل إمكانية في تحقيقه في "الشرق الأوسط" المضطرب والمعادي" وسيحتاج إلى تحول كبير في المنطقة.
وتقول إيران أن برنامجها النووي سلمي تماما وتنفي الشكوك الغربية التي تتهمها بأنها تسعى إلى امتلاك قدرة على صناعة أسلحة نووية، وتنفي سوريا ان تكون لها اي طموحات لامتلاك سلاح نووي.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو هذا العام ان سوريا طلبت تفهم موقفها "الدقيق" ردا على مطالب الوكالة لها بالتعاون مع مفتشيها.
ويواجه الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة شعبية منذ 18 شهرا أسفرت عن مقتل أكثر من 27 ألف شخص.
وقال تشيروف أن الموقف في سوريا يذكر بالحاجة إلى تأمين المواد النووية وأضاف أن أماكن الوقود النووي الذي كان مخصصا لمفاعل دير الزور الذي دمرته إسرائيل ما زالت "لغزا". مواد متعلقة: 1. الوكالة الدولية الطاقة الذرية تواصل اجتماعها لليوم الثاني بمقر الأممالمتحدة بفيينا 2. مسئول إسرائيلي يقلل من أهمية الأنباء عن اتفاق بين إيران ووكالة الطاقة الذرية 3. تقرير: نقص التمويل لوكالة الطاقة الذرية يهدد دورها