ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الإعتداء الذي وقع على مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بني غازي الليبية وأسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز أثار الجدل مجددا حول احتمالية استعادة تنظيم القاعدة لقدراته في منطقة الشرق الأوسط وسط الفوضى التي خلفتها ثورات الربيع العربي. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت :"إنه بعد أيام من إشارة طرابلس بأصابع الإتهام إلى عناصر من المقاتلين الأجانب الذين تسللوا إلى داخل ليبيا عبر الحدود مع مالي والجزائر ، وقولها بأن هؤلاء المقاتلين على صلة بالقاعدة ، خرج فرع التنظيم بشمال أفريقيا ليمتدح الهجوم ويحث أتباعه على القيام بعمليات مماثلة في المنطقة".
وفي واشنطن ، استغل الجمهوريون هذه الإشادة لينسبوا إلى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخطأ الفادح بإعلانه هزيمة القاعدة قبل نحو عام بعد أن تمكنت القوات الأمريكية من قتل الزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن.
وأشارت الصحيفة إلى تناقض المعلومات الواردة عن منفذي الهجوم ومدى صلتهم بالقاعدة ، لافتة إلى بعض المزاعم بأن المقاتلين المنفذين للهجوم ليبيون ومعروفون في المدينة التي يقطنون بها ، وهي المزاعم التي أكدها زعيم جماعة "أنصار الشريعة" بنفيه مسئولية جماعته عن الهجوم ، وفي الوقت الذي نفى فيه وجود أي صلة بين الجماعة وتنظيم القاعدة ، فإنه أثنى في المقابل على زعيم التنظيم أيمن الظواهري ، كما أشاد بالأهداف التي يسعى التنظيم لتحقيقها.
وذكرت أنه في قلب الجدل الدائر حول استمرار قدرة القاعدة أو أذرعها في منطقة الشرق الأوسط على الزج بإسمها في أي هجمات أو اعتداءات تستهدف المصالح الأمريكية ، فإن مجرد ذكر هذا الإسم وقت وقوع هذه الإعتداءات يمنح التنظيم قبلة الحياة بوصفه الإسم الجامع للميليشيات الإسلامية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بعض الميليشيات خفيفة الوزن التي ترتبط مع تنظيم القاعدة بصلة ضعيفة قد تستخدم هذا الإسم كوسيلة سهلة وسريعة للتضخيم من حجم ما تمثله من تهديد ، غير أن الساسة الحريصين على تتبع هؤلاء ، سواء في الولاياتالمتحدة أو العواصم العربية ، على وعي بهذا الأمر.
ودللت الصحيفة على ما سبق بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي تتحدث فيه بعض التقارير الإخبارية في مصر والإعلام الغربي عن نشاط تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء التي تعاني من فراغ أمني ، فإن وزارة الداخلية المصرية ، التي تشارك الجيش المصري في عمليات لدحر الميليشيات الموجودة هناك ، لم تثبت إطلاقا وجود أي صلة لهذه الميليشيات بتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات خارج مصر.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق لتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ، والتي أدلت بها أمس الثلاثاء ، حول ما ورد إلى واشنطن من معلومات بشأن هجوم بني غازي ، قائلة أن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) وصلوا إلى طرابلس لمشاركة المسئولين الليبيين في محاولة التعرف على المتورطين في هذا الهجوم.
غير أن اللافت للنظر هو عدم إشارة كلينتون لأي علاقة محتملة لتنظيم القاعدة بالواقعة ، واكتفائها بإلقاء اللوم على عناصر متشددة تعارض التغيرات الديمقراطية التي تشهدها ليبيا وتونس ومصر باللجوء للعنف ونشر الفوضى في المنطقة بشكل عام.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول "يبقى في النهاية أن التساؤل حول ضلوع القاعدة في هجوم بني غازي من عدمه قد أقحم نفسه في حملات المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، حيث يحاول الجمهوريون التشكيك فيما وصل إليه أوباما على صعيد الحرب ضد الإرهاب بمقتل بن لادن وإضعاف إمكانات التنظيم وقدرته على التأثير على المستوى الدولي. مواد متعلقة: 1. المقريف: الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا "مدبر" 2. ليبيا تحدد هوية 50 شخصا شاركوا في هجوم القنصلية الأمريكية 3. مسئول أمني: تحذيرات ليبية للأمريكيين في اجتماع قبل الاعتداء على القنصلية بثلاثة أيام