قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك اليوم الإثنين "أن الولاياتالمتحدة قامت بدعم المسلحين ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي ثم استداروا تجاهها وقتلوا سفيرها لدى ليبيا" ، وأشار في هذا الصدد إلى ما وصفه بمقولة أحد أصدقائه في سوريا "إذا أطعمت العقرب فسوف يلدغك". وأضاف الكاتب ، في مقال له نشر على النسخة الالكترونية لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية ، " إن أحد أصدقائه من دمشق اتصل به قائلا " نأسف على ماحدث لكريستوفر ستيفنز السفير الأمريكي الذي قتل في ليبيا، إن مثل هذه الأشياء رهيبة،إنه كان صديقا جيدا لسوريا- ويتفهم العرب"، مضيفا "يوجد مثل" إذا أطعمت العقرب،فسوف يلدغك ".لكن يمكن أن رسالته لم تكن أكثر وضوحا.
وقال فيسك نقلا عن صديقه "أن أمريكا قامت بدعم المعارضة ضد القذافي وساعدت السعودية وقطر على ضخ الأموال والأسلحة للمسلحين وهي الآن تجني دورة الرياح عليها" ، وأضاف الكاتب البريطانى "إن أصدقاء أمريكا في ليبيا ابتعدوا عنها وقتلوا سفيرها كريستوفر ستيفينز وثلاثة من زملائه وشنوا حركة احتجاج ضد أمريكا بقيادة القاعدة والتي اجتاحت العالم الإسلامي".
وتابع الكاتب البريطاني "أن الولاياتالمتحدة غذت العقرب ( تنظيم القاعدة) وهي الآن تتلقى لدغاته وأن أمريكا تدعم الآن المعارضة ضد الرئيس بشار الأسد وتساعد السعودية وقطر في ضخ الأموال والأسلحة مرة أخرى للمسلحين ( بما في ذلك السلفيين والقاعدة) وسوف تلدغ مرة أخرى من العقرب إذا ما تمت الإطاحة بالأسد".
وقال فيسك "أن موعظة صديقه السوري ليست متمشية تماما مع سياسة الحكومة السورية، فإن حجة بشار الأسد أن سوريا ليست مثل ليبيا، وأن السوريين بتاريخهم، وثقافتهم، ومحبتهم للعروبة وغيرها، لا يريدون ثورة، ولكن الغضب العربي بسبب الفيديو المسيء للنبي كان سببا لإعادة كتابة التاريخ بشكل كبير في الغرب".
وقال الكاتب البريطاني الشهير "إن وسائل الإعلام الأمريكية لطالما تحاكت بحماية الولاياتالمتحدة لمدينة بني غازي خلال الثورة ضد هجمات أنصار القذافي ، وهي الآن تتعرض للطعن من أولئك الأشخاص الذين قامت بحمايتهم".
واضاف الكاتب "إننا حمينا بنغازي بقواتنا الجوية وتوقعنا من العالم العربي أن يحبنا، نحن تجاهلنا تكوين الميليشيات الليبية التي ساندناها وهو ما يحدث الان حيث لم تتحدث هيلاري كلينتون ولا وليام هيج عن تشكيل الجيش السوري الحر اليوم ، نحن لا نولي اهتماما لتحذيرات الأسد من "المقاتلين الأجانب"، تماما كما تجاهلنا إلى حد كبير السلفيين الذين كانوا يتحركون بين الرجال الشجعان الذين قاتلوا القذافي".
وأعاد فيسك إلى الأذهان أفغانستان خلال الثمانينيات من القرن الماضي ، فقال "إننا فعلنا نفس الشيء في أفغانستان بعد عام 1980 حيث قمنا بدعم المجاهدين ضد السوفيت بدون أن نلتفت إلى معتقداتهم واستخدمنا باكستان لتحويل الأسلحة إلى هؤلاء الرجال ، وبكينا من "الإرهاب" عند تحول البعض منهم إلى شكل أخر -طالبان وراعيها أسامة بن لادن وتعرضنا للدغ العقرب في 11 سبتمبر 2001 ، ونتعجب عندما نتعرض للخيانة من الأفغان" .
وتابع قائلا "هي نفس قصة الأمس، عندما تم قتل أربعة من القوات الخاصة الأمريكية على أيدي المتدربين من الشرطة الأفغانية غير الشاكرين لنا".
وأضاف فيسك "إن مأساة هذه الحلقة المثيرة للشفقة من الأحداث هو أن نظام الأسد مروع وأن شرطتة السرية تعذب وتقتل الآلاف من الأبرياء، وأفراد النظام ارتكبوا جرائم حرب، وأن الحرب الأهلية في سوريا تدمر وتقضي على الجيل الذي ينبغي عليه بناء الدولة وليس تدميرها، و تركيا الآن حصلت على دور باكستان في الماضي باعتبارها مورد الأسلحة ومركز والترفيه للمجاهدين في سوريا، وتركيا تتحول إلى أن تكون باكستان الشرق الأوسط".
مواد متعلقة: 1. روبرت فيسك يزعُم: شفيق فاز بنسبة 50.7% لكن "العسكري" فضل "مرسي" خوفا من "الإخوان" 2. روبرت فيسك: إعلان الهدنة بين مرسي والعسكري 3. روبرت فيسك :الجيش السوري يتباهى بقوته رغم ان المعركة لن تنتهي قريباً