دمشق: ذكرت الحكومة السورية ان إسرائيل ربما تستعدُ لتوجيه ضربةٍ عسكرية إلى سوريا بعد ان اتهمت دمشق بمد حزب الله اللبناني بصواريخ "سكود" البعيدة المدى. ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا " عن مصدر في الخارجية السورية قوله: " إن إسرائيل تطلق منذ فترة حملة تصريحات تزعم بأن سوريا تقوم بتزويد حزب الله في لبنان بصواريخ سكود لتمهد لعدوانها". وأضاف المصدر: " إن سوريا تنفي بقوة هذه المزاعم وترى أن إسرائيل تهدف من خلالها إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة وإلى خلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل". وفي المقابل، اعلنت وزارةُ الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستَعتبر قيامَ سوريا بنقل صواريخ سكود البعيدة المدى الى حزب الله أمرًا مثيرا للقلق إذا ما تأكد. ودعت مساعدةُ المتحدث باسم الوزارة كريستين فاج إلى الاحترام التام لقرار مجلس الامن الرقم 1071 بكل مندرجاتِه، والذي ينصّ على حظر الاسلحة إلى لبنان إذا لم تسمح بها الحكومة اللبنانية أو اليونيفيل. وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس اتهم الثلاثاء الحكومة السورية بارسال صواريخ سكود إلي حزب الله ، وقالت الولاياتالمتحدة الأربعاء انها تشعر "بقلق بالغ" من نقل المزيد من الاسلحة المتطورة إلى حزب الله الذي تدعمه سوريا وإيران. ونفت السفارة السورية في واشنطن تلك الانباء حول صواريخ سكود. وقالت في بيان: " انها محاولة من إسرائيل لصرف الاهتمام العالمي عما تقوم به من بناء استيطاني واحتلالها لاراض عربية وترسانتها النووية المفترضة ومواصلتها التسلح باسلحة امريكية". وتهدد الاتهامات مسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتواصل دبلوماسيا مع سوريا، وتضع عقبات جديدة أمام اقرار مجلس الشيوخ الامريكي تعيين سفير جديد تستعد واشنطن لارساله الى دمشق بعد غياب استمر خمس سنوات. وهدد عدد من الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي بعرقلة تعيين السفير الأمريكي الجديد لدى سوريا روبرت فورد الذي رشحته الادارة الامريكية بعد سحب السفير الامريكي لدى دمشق عام 2005 وبقاء المنصب شاغرا حتى الان. يذكر انه يبلغ مدى هذه صواريخ سكود أكثر من 700 كيلو متر وقادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية تصل زنتها إلى نحو 1000 كغ، لكن دقتها تختلف من نموذج الى اخر، مما يعني ان جميع المدن الإسرائيلية بما في ذلك مفاعل ديمونة اصبحت في مرمى هذه الصواريخ. وكان الحزب قد اطلق المئات من الصواريخ على المدن الاسرائيلية خلال حرب صيف 2006 أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين واخلاء عدد كبير من المدن في شمالي إسرائيل. وأنتج أول نموذج من صواريخ سكود خلال خمسينيات القرن الماضي وانتجت نماذج اكثر تطورا في مراحل لاحقة. ويعتقد ان عددا من دول الشرق الاوسط تمتلك هذه الصواريخ من بينها سوريا. وقامت كوريا الشمالية بادخال تعديلات على هذه الصواريخ وباعتها لعدد من دول الشرق الاوسط يرجح ان تكون سوريا وإيران من بينها.