أكد الكاتب والمفكر السياسي جمال الغيطاني أن الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، عمل لا يمكن قبوله أو السكوت عليه لأنه بمثابة الجريمة، وله نتائج خطيرة الهدف منها إثارة الفتنة في البلاد. وأضاف الغيطاني في حوار له مع برنامج «90دقيقة» على فضائية المحور: "المشكلة وما يثير الاستغراب أن أي عمل في الغرب مسيء للأديان الأخرى يقابل بحزم وقوة وتعتبر جريمة عندهم"، مطالباً بضرورة الكشف عن خبايا ذلك العمل حتى لا تتكرر مثل هذه الأفعال من جديد.
وعبر المفكر السياسي عن قلقه من استمرار تلك الممارسات، قائلاً: "أن الهدف من ذلك هو تقسيم المنطقة"، رافضاً الرد على ذلك العمل بالسباب، بالقول: "لابد من الرد عليه بالمنطق والعقل".
وندد الغيطاني باقتحام السفارة الأمريكية، قائلاً "أنا مع التظاهر السلمي ولكن أعترض بشدة على اقتحام السفارات الأخرى لأننا لدينا سفارات مماثلة في هذه الدول يمكن اقتحامها"، مستطرداً: "هناك طرق أخرى غير العنف".
وأنتقل الروائي إلى المشهد السياسي في مصر، مشيراً أنه غير متفائل بمستقبل مصر على المدى القريب حيث أن الصورة يشوبها العديد من الغموض، قائلاً: "ما يحدث في مصر هذه الأيام صراع على السلطة بدء منذ 200 عام، انتهت بتحقيق ما توقعه نجيب محفوظ بوصول الإخوان المسلمين إلى الحكم".
وأستكمل: "ثورة 25 يناير عظيمة، ولكنها أدت إلى نتيجة ضد التاريخ متمثله في صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم".
زاعماً بأن: "الإخوان ليس هم من أرادتهم الثورة حيث لم يفوزوا في الانتخابات إلا بفارق 1%، ولكنهم على الرغم من ذلك يتصرفون وكأنهم القوة الوحيدة في البلاد، مستخدمين في ذلك الغطاء والشعارات الدينية".
وتابع: "الإخوان الآن يعدون دستور مصر الجديد في السر، حيث رفضوا مشاركتي والعديد من الأدباء في المشاركة بكتابة الدستور "، معبراً عن قلقه الشديد على مصر وليس فقط على دستورها لعدم وجود برنامج محدد للجماعة.
وشدد الغيطاني أن وصول الإخوان المسلمين للحكم يثير علامات استفهام خاصة بعد دعم الولاياتالمتحدة لهم، قائلاً: "هناك فكر سيكسبيكو جديد لتقسيم المنطقة على أساس ديني من خلال وصول الجماعات الدينية على أساس مذهبي كوجود سنة في مواجهة الشيعة"، مستغرباً من أسباب دعم أمريكا للإخوان، قائلاً: "هذا أمر يثير الدهشة".
وقال المفكر: "ما يحدث في مصر ليس صراع دولة ضد دولة وليس صراع حزبي، وإنما هو صراع لانتزاع جذور ومؤسسات الدولة"، معلناً أن ذلك هو ما توقعه قبل وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم، معلناً أن مصر تسير بنفس نهج النظام البائد ولكن بذقن.
وتساءل عن المشروع الاقتصادي والاجتماعي، قائلاً "الشخصية القوية الخفية في الحكم وهو خيرت الشاطر الذي فضح الإخوان بقوله لا وجود لمشروع النهضة، وهذا أمر خطير، حيث أن الرئيس أنتخب بناء عليه".
وأشار إلى أن ما تقوم به الجماعة الآن هو أخونة الدولة مستشهداً بتشكيل المجلس الأعلى للصحافة والقومي لحقوق الإنسان، قائلاً: "كلهم إخوان أو متأخونين وهم أخطر بكثير على مصر من أعضاء الجماعة، فمنافقون الإخوان متواجدون في جميع قطاعات الدولة".
وكذب الغيطاني الدكتور هشام قنديل عن نفيه بأنه ينتمي إلى جماعة الإخوان، بالقول: "هل تعتقدون أن الرئيس سيأتي برئيس وزراء غير إخواني أو لا ينتمي لفكر الجماعة، فقنديل عندما يقول ذلك فهو يخادع الشعب".
وسخر جمال الغيطاني من سعد الحسيني بعد أن أعلن أن الديمقراطية تعطي الرئيس حق أخونة الدولة قائلاً: "والديمقراطية تلزمنا أيضاً لبس الجلابية".
وواصل هجومه على جماعة الإخوان وأعضائها، بالقول: "أخطر شيء ما قاله محافظ السويس بأنه كان عضو عامل بجماعة الإخوان عندما كان لواء في الجيش في ذلك الوقت، فهل هذا يجوز؟، الأمر أقترب من المؤسسات الحيوية".
ولم يكتفي الغيطاني بذلك بل صرح أنه يعتبر الإخوان المسلمين بالقوة المحتلة لأنهم لا يؤمنون بفكرة الوطن، مستشهداً بقول مرشد الجماعة أن مسلم ماليزيا أفضل له من مسلم مصر، واستمر بالقول "الخلافة الإسلامية مشروع إخواني حقيقي وليس مجرد كلام".
وامتد الغيطاني في حديثه إلى الرئيس مرسي قائلاً: "ما أشاهده أن الرئيس محمد مرسي رئيس للجماعة وليس لكل المصريين، وأن لقائه بالفنانين والمثقفون صورة للتجمل فقط أمام الرأي العام بعد الهجوم على الفنانة إلهام شاهين".
وندد بكل من هاجم الفنانين وخاض في عرضهم، قائلا: "هؤلاء لا يتطاولون على الفن والفنانين ليس موقف فردياً، بل هم يأخذون تعليمتهم من الرئيس والإخوان وهو فكرهم".
ورفض وصف عبد الله بدر الذي أهان إلهام شاهين بالشيخ قائلاًَ: "من يعتقد بأن التمثيل حرام يخرجنا من البشرية ويخرج الأهرامات من مصر".
وفي نفس السياق، أعلن الغيطاني أن السبب الرئيس في رفضه حضور الاجتماع مع الرئيس محمد مرسي هو إبعاده عن المجلس الأعلى للصحافة ولجنة تأسيسية الدستور.
وتوقع الأديب المصري أن يحدث انشقاقات داخل جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من ذلك عبر عن مخاوفه من أن يصل إلى مصر فصيل أكثر تطرفاً.
وفجر الغيطاني غضبه ضد الإخوان حين زعم أنهم لن يخرجوا من السلطة بسهولة، حيث يحاولون منذ أول يوم من وصولهم للحكم بالدخول في تحالفات، قائلاً بشكل ساخر "كل يوم أصحا من النوم على تحالف جديد".
وأكد الغيطاني في خضم حديثه بالقول: "ما أتعرض له من هجوم أمر طبيعي، لأن أي شخص الآن يُعارض الجماعة ويعلن عن معارضته للدولة الدينية يتعرض له اللجنة الإلكترونية للجماعة بالسباب".
وبشكل غريب قال: "ما أكتبه ضد الإخوان هو بسبب خوفي على مستقبل مصر فأنا الآن عايش، ولكن بعد ما أقوله لا أعلم إذا كنت سأعيش أم لا".
وأختتم: "أكثر ما يقلقني الآن هو مستقبل الجيش، حيث أنه أصبح الخاسر الوحيد بعد ثورة يناير"، مستكملاً: "لا يطالبني أحد بنسيانه لأنه القوى الضامنة لأمن الوطن وسلامة الدولة". مواد متعلقة: 1. الغيطاني: التصويت على جوائز الدولة يأتي في لحظة "حاسمة" لمستقبل الثقافة 2. الغيطاني ل"محيط": استقالتي بسبب معاداة الحزب الحاكم للثقافة 3. "الغيطاني" يكشف عن ميوله المباركية وانحيازه للفلول ويهاجم الحكومة الجديدة