يبدأ الأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لدى سوريا زيارة للقاهرة اليوم الأحد، حيث من المقرر أن يعقد اجتماعا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي لبحث تطورات الأزمة السورية. وبدأ الإبراهيمي تمثيله الدبلوماسي لدى الأممالمتحدة في عام 1994 بمهمة أممية إلى هايتي وجنوب إفريقيا واليمن وزائير، وعلى مدى تاريخه الوظيفي كلفته الأممالمتحدة بالتوسط بحل تفاوضي في العديد من الأزمات وبؤر التوتر، المهام التي كلل معظمها بالنجاح واستنادا إلى هذه الخلفية عين في أغسطس الماضي مبعوثا للأمم المتحدة إلى سوريا بعد استقالة كوفي عنان.
والإبراهيمي (78 عاما) سياسي ودبلوماسي جزائري، كان وزيرا لخارجية الجزائر بين خلال الفترة من 1991 إلى 1993، وعمل مبعوثا لدى جامعة الدول العربية وللأمم المتحدة في عدة دول مما يعطى بارقة أمل في إمكانية نجاح مهمته في سوريا رغم وصفه هو نفسه مهمته بأنها "شبه مستحيلة"، معربا عن خشيته من "ثقل المسئولية التي يحملها المنصب".
وقال الإبراهيمي "لم أعد أرى سبيلا لإنجاز مهمتي، أدرك كم هي صعبة، إنها تقريبا مستحيلة، لا أستطيع أن أقول إنها مستحيلة إنها تقريبا مستحيلة، كما أقر ببعض المخاوف حيال مهمته قائلا "أتفهم إحباط البعض حيال غياب تحرك دولي في سوريا".
صعوبة المهمة التي كلف بها الإبراهيمي تأتى من كونها جاءت بعد فشل جهود السوداني مصطفى الدابى وعنان بسبب عناد ومراوغة النظام السوري والفيتو المزدوج لروسيا والصين وانقسام مجلس الأمن.
مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تبدو مستحيلة في ظل إصرار نظام الرئيس بشار الأسد على خيار الحل العسكري وسفك الدماء وارتفاع تكلفة الثورة من الشهداء والقتلى حتى بلغت طبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان 5440 قتيلا في شهر أغسطس وحده.
وعلى الرغم من صعوبة التحقق من مصادر مستقلة من صحة أعداد الضحايا بسبب القيود التي تفرضها السلطات هناك ، إلا أنه تم اعتبار شهر أغسطس الماضي الأكثر دموية منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الأسد.
إن الإبراهيمي لم يجاف الحقيقة لدى وصفه لمهمته بأنها شبه مستحيلة ولدى تشبيهه لدوره في هذه المهمة بأنه كمن يبحث عن شقوق في جدار من الطوب في إشارة واضحة إلى ضيق فرص الحل ولإدراكه المسبق بحجم التعقيد الذي يسوقه النظام السوري، والتنبوء باستحالة الحل جاء على ضوء فشل خطة عنان التي لم تطالب برحيل الأسد عن السلطة، أما الآن فذهابه أصبح ضروريا ولا مفر منه. وأضاع الأسد فرصة عنان الذهبية عندما ضرب بالنقاط الست لخطته عرض الحائط، ولهذا فإن الإبراهيمي مجبر على أن يبدأ مهمته من الصفر بما يهدد تاريخه كدبلوماسي قدير، وأن يلقى مصير سلفه في الفشل إذا تعثر في إنجاز المهمة التي أوكلت إليه.
وكان عنان يعلم منذ اللحظة الأولى لانطلاق مهمته أن نجاحها أو فشلها لا يعتمد على ما يحدث في دمشق وحدها بل على ما يجرى في موسكو وبالدرجة الثانية في طهران، ولذا كرس جهوده في هذين الاتجاهين، وحين اكتشف صعوبة جذب الجناحين إلى مقطورة الحل آثر مغادرة المسرح معترفا بفشل مهمته.
وسواء نجحت أو فشلت مهمة الإبراهيمي في سوريا، سيتأكد العالم لاحقا أو آجلا أن ثورة الشعب السوري التي بدأت في 15 مارس 2011 وصلت الآن وبعد أكثر من عام ونصف إلى حقيقة واحدة ومؤكدة وهى أنها ثورة شعبية بدأت بحناجر السوريين ولافتاتهم وسوف تنتهي بإرادتهم فقط بعد أن تخلت عنهم القوى العظمى في العالم والتي تملك زمام الأمور. مواد متعلقة: 1. "ذي إيكونوميست": مهمة الأخضر الإبراهيمي فى سوريا محكوم عليها بالفشل سلفا 2. الإبراهيمي في مصر لبحث الأزمة السورية و178 قتيلا الأحد نصفهم في حلب (فيديو) 3. مسئول إيراني : الإبراهيمي يزور طهران قريبا