برزت في الآون الأخيرة مخاوف أمريكية من استخدم إيران للأجواء العراقية لنقل أسلحة الى النظام السوري ، لمساندتها في قمعها للاحتجاجات السلمية ، وهو ما دفع واشنطن للضغط على بغداد لتفتيش طائرات إيران . تواطئ المالكي
وفي هذا السياق ، حذر ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة لبغداد من استغلال إيران للأجواء العراقية لنقل أسلحة ومعدات لدعم النظام السوري.
وعبر جون ماكين وجو ليبرمان و ليندسي غراهام عن قلقهم اثر مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" ومفاده أن إيران تستخدم الأجواء العراقية لنقل أسلحة إلى سوريا على متن طائرات تقول أنها تحمل مؤنا ومساعدات إنسانية.
وأبلغ أعضاء المجلس الثلاثة المالكي بأن هذه الرحلات قضية خطيرة بالنسبة لواشنطن و"سوف تؤثر على علاقاتنا إذا لم تتوقف".
وقال السيناتور غراهام للصحفيين في بغداد إذا كانت واشنطن تعتبر حكومة المالكي متواطئة مع إيران فإنه من الصعب أن تحصل على مساندة الكونجرس بشأن المساعدات الفنية وبرامج المساعدات الأخرى في العراق.
لكن غراهام قال إن حكومة المالكي ربما تكون ليست راغبة تماما في الوقوف ضد إيران بسبب عدم الوضوح المتنامي في الولاياتالمتحدة بشأن العراق.
وأوضح غراهام بأن السبب في عدم سعي بغداد لوقف إيران ربما يكون عدم معرفتهم لما يمكن أن ينتهي إليه الموقف الأميركي إزاء العراق.
ونقلت" نيويورك تايمز" عن بعض المسئولين الأميركيين قولهم إن المالكي وحكومته التي يهيمن عليها الشيعة ربما يكون لديهم أسبابهم الخاصة في موافقتهم على استمرار هذه الرحلات، فربما يكون رئيس الوزراء العراقي يعتبر أن السقوط المحتمل للأسد ربما يقود إلى محاصرته من قبل الدول العربية السنية ويقوي خصومه السنة والأكراد في الداخل.
وشكك أحد النواب المستقلين بالبرلمان العراقي في موقف الحكومة العراقية قائلا "هذه الحكومة لا تستطيع قول شيء لإيران فيما يتصل بنقل الأسلحة عبر الأجواء العراقية. إنها حكومة موالية لإيران".
تفتيش الطائرات
ونقلت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" عن نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل قوله إن هذا الأمر تمت مناقشته بتفاصيل دقيقة مع المسئولين العراقيين.
وقال فنتريل إن الحل الأبسط هو أن يطلب العراقيون هبوط هذه الطائرات لتفتيشها على الأراضي العراقية.
من جانبه أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الزائرين بأنه تلقى من الإيرانيين ما يفيد بأن هذه الرحلات تنقل مساعدات إنسانية فقط، وأن على الولاياتالمتحدة أن تقدم دليلا يؤكد أن هذه الطائرات تقوم بنقل أسلحة ومعدات عسكرية.
يُشار إلى أنه وبعد أن تحدثت إدارة الرئيس باراك أوباما مع العراقيين حول سلسلة مماثلة من الرحلات الإيرانية إلى سوريا الربيع الماضي، تحدث المسئولون العراقيون مع نظرائهم الإيرانيين وبعدها توقفت الرحلات الإيرانية.
وفي يوليو المنصرم وعقب الانفجار الذي أودى بحياة عدد من كبار المسئولين العسكريين والأمنيين السوريين بدمشق، استؤنفت الرحلات الإيرانية إلى سوريا.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي أصدر في عام 2007 قرارا يمنع إيران من تصدير أو بيع أي أسلحة إلى الخارج. وفي عام 2010 أوصى المجلس بأن تقوم جميع الدول بتفتيش الشحنات القادمة من إيران.
مواد متعلقة: 1. العراق: التحالف الكردستاني يتمسك بقضية استجواب المالكي 2. المالكي: ستكون لفلسطين حصة كبيرة من قرارات قمة عدم الانحياز بطهران 3. القائمة العراقية: خيار سحب الثقة عن المالكي لا يزال قائما