بين رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، حرص المجموعة على عقد الاتفاقات الخاصة بذبح الأضاحي والهدي بين البنك الإسلامي من جهة والجهات المسؤولة عن حجاج الخارج من جهة أخرى، وذلك للتسهيل على ضيوف الرحمن، وضمان وصول اللحوم إلى مستحقيها، إلى جانب القضاء على ظاهرة الذبح العشوائي في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج. وقال الدكتور أحمد محمد علي، أن آثار الذبح العشوائي للهدي والأضاحي خلال موسم الحج، لا تقتصر على بيئة المشاعر المقدسة، وإنما تؤثر سلباً على صحة المستفيدين من اللحوم في الداخل والخارج، نظير افتقارها للاشتراطات الصحية، إضافة إلى إهدار وقت الحجاج في البحث عن الأضاحي وذبحها، في الوقت الذي يفترض به التقرب إلى الله بالدعاء وعمل الطاعات.
وخلال لقاء رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية اليوم بعدد من المسؤولين عن شؤون الحج في سفارات وقنصليات الدول المعتمدة لدى المملكة، لإطلاعهم على خطة تنفيذ مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي لموسم حج العام الحالي 1433، طلب الدكتور أحمد محمد علي منهم الحرص على تعريف بعثات الحج التابعة لهم بأهمية هذا المشروع، ومزاياه وطرق الاستفادة منه.
وأوضح رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن هذا المشروع مهتم بالتسهيل على حجاج بيت الله الحرام لأداء نسك الهدي، الفدية، الأضحية، الصدقة، والعقيقة، مشيراً إلى أن آلية العمل فيه على مدار العام وليس مقتصراً فقط على موسم الحج، إذ يمكن للمسلمين من أنحاء العالم شراء السند المخصص لكل فئة عبر موقع خصصته إدارة المشروع www.adahi.org ، أو شراء السندات مباشرة في الداخل عبر الجهات والشركات المحددة في الموقع الإليكتروني.
وأشار الدكتور أحمد محمد إلى وجود وحدتين للتشغيل في المشروع، الأولى الوحدة المفتوحة والتي تتيح للحاج شراء السند أو أكثر عند مدخلها، والمشاركة في أداء نسك الذبح بنفسه أو تحت إشرافه، ومن ثم تتولى إدارة المشروع إتمام عملية السلخ والتنظيف وما إلى ذلك.
وأضاف :"الوحدة الثانية مغلقة، ويتم العمل فيها بنظام التوكيل، إذ يمكن للحاج شراء سندات البيع من المنافذ المخصصة لذلك، وتوكيل إدارة المشروع بتنفيذ النسك نيابة عنه، كما يمكن للحاج أو مجموعة حجاج لا تقل عن 30 حاجاً بتوكيل شخص وإرساله إلى الوحدة المغلقة، بغية إشرافه على تنفيذ النسك نيابة عن موكليه، بحيث يعطى تصريح دخول للوحدة بموجب التوكيل".
وكشف الدكتور أحمد محمد علي عن توقيع مجموعة البنك لاتفاقيات تعاون للإفادة من المشروع مع عدد من البعثات من بينها تركيا، إيران، الصين، ونيجيريا، مشيراً إلى نقل مجزرة الجمال والأبقار إلى موقعها الجديد، والذي جُهز بمعدات حديثة تعمل اليكترونياً لتجهيز الأضحية للذبح دون الحاجة إلى وجود أفراد للإمساك، كما جرت العادة في الأعوام السابقة.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس موسى بن علي العكاسي المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، أن التكلفة الأولية للآلات الحديثة المستخدمة في مجزرة الجمال والأبقار الجديدة فقط بلغت ما يقارب 400 مليون ريال، ويمكن لها ذبح ما بين 10 12 ألف أضحية خلال موسم الحج، مشيراً إلى أن هذه الآلات من شأنها توفير الجهد والأشخاص أثناء عملية الذبح.
وكان مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي تأسس في العام 1403ه بذبح 63 ألف أضحية، في حين وصل عدد الأضاحي في العام المنصرم 1432 ه إلى 1001206 رأس من الأغنام، و2487 رأس من الجمال والأبقار.
وتقوم إدارة المشروع بتوزيع لحوم الأضاحي والهدي على مستحقيها من فقراء المسلمين في أنحاء متفرقة من العالم، على حسب الظروف والاحتياجات، ويعمل في إطار المشروع كل عام ما يقارب ال 40 ألف فرد من القوى العاملة، تشمل الجزارين ومساعديهم، الأطباء البيطيريين، المشرفين الشرعيين، الإداريين، الجهاز الفني المسؤول عن التشغيل والصيانة والإدارة والإعاشة والرعاية الطبية، إلى جانب وسائل النقل.