بعد ساعات من المفاوضات الشاقة ، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشل أحدث جولة مباحثات مع إيران في التوصل الى اتفاق في شأن الخلافات بخصوص الملف النووي الإيراني . ولم يتم الاتفاق على ما إذا كان الطرفان سيعقدان جولة مباحثات جديدة.
وقال هيرمان ناكيرتس رئيس عمليات التفتيش بالوكالة، في تصريحات صحفية بعد محادثات الجمعة "كانت محادثات اليوم مكثفة لكن ما زالت هناك خلافات كبيرة بين ايران والأمم المتحدة حالت دون التوصل الى اتفاق".
غير أنه أضاف "كما حصل في اجتماعنا الاخير في حزيران/يونيو، ننوي وضع اللمسات الاخيرة على وثيقة تتضمن مقاربة جدية لا تزال قيد التشاور منذ اشهر عدة".
وفي المقابل ، قال سفير ايران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية إنه تم إحراز "بعض التقدم بلا شك" لكن مازالت هناك خلافات.
واضاف "نظرا لكونها قضية شديدة التعقيد، فالقضايا المرتبطة بالأمن القومي لدولة عضو هي شيء شديد الحساسية."
وتابع "لكن علي أن أقول إننا نمضي قدما، وسنستمر في هذه العملية حتى نتوصل في نهاية المطاف إلى إطار عمل يتفق عليه الطرفان".
وكان قد تم تعليق المحادثات بين طهران والوكالة الذرية في شهر يونيو/حزيران الماضى، وذلك فى الوقت الذى فرض فيه الغرب عقوبات على طهران جراء برنامجها النووى المثير للجدل والذى دخل حيز التنفيذ منذ مطلع شهر يوليو الماضى..
وكان قد اعرب مدير وكالة الطاقة يوكيا أمانو أول أمس الأربعاء فى فنلندا عن عدم تفاؤله حيال نتيجة المفاوضات التى تجرى فى مقر البعثة الإيرانية لدى الوكالة فى فيينا.
وتسعى الوكالة بالتوافق مع ايران لأن تتمكن من زيارة مواقع والاطلاع على وثائق أو لقاء علماء إيرانيين ، ما يتيح لها توضيح طبيعة البرنامج النووي لطهران المثير للجدل. محور الصراع
ولا يقلق برنامج ايران النووى الدول الغربية فقط بل اصبح يمثل محور الصراع الآن في الشرق الأوسط ايضا حيث يخفي الجدل الدائر حوله كثيرا من الأهداف والاستراتيجيات المتصارعة في المنطقة. فهناك أطراف عديدة تسعى إلى اللعب بورقة هذا الملف وأولها بالطبع هي إيران والتي تستخدم ورقة التخصيب في لعبة باتت معروفة للجميع.
وفى الوقت الذى تقول فيه طهران ان برنامجها النووي يهدف الى انشطة سلمية قامت الدول الغربية على رأسها اسرائيل باتهام الدول الاسلامية بالقيام سرا وتحت غطاء البرنامج النووى المدنى، بأنشطة تهدف لامتلاك السلاح الذرى.
وقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالضغط على إيران من أجل تبديد الشكوك المحيطة بأبحاثها النووية وذلك في إطار مساع دبلوماسية لتسوية الأزمة قبل أن تشن إسرائيل أو الولاياتالمتحدة أي عمل عسكري بعد ان هددت اسرائيل فى الاونة الاخيرة بضرب مواقع نووية إيرانية قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم وبدأت رحلة ايران مع برنامجها النووي في الخمسينات، بمساعدة من الولاياتالمتحدةالامريكية وقت كانت فيه العلاقات الثنائية بينهما طيبة وبدعم وتشجيع ومشاركة حكومات أوروبا الغربية، واستمر التعاون حتى إسقاط شاه إيران في الثورة الإسلامية سنة 1979 وما ان توقف البرنامج بعد الثورة مؤقتا حتى اعيد تشغيله مجددا بقليل من المساعدة الغربية.
والبرنامج النووي الإيراني الحالي يتألف من عدة مواقع بحث، منجم يورانيوم، مفاعل نووي، ومحطة لتخصيب اليورانيوم. ومنذ عام 2010 و الحكومة الإيرانية فى مسعى للحصول من خلال هذا البرنامج على تطوير القدرة على إنتاج الطاقة النووية لتوليد الكهرباء والوصول إلى 6000 ميجاواط من الكهرباء.
مواد متعلقة: 1. إيران تأمل التوصل لاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية 2. الخارجية الإيرانية: طهران مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية 3. بدء المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران في فيينا