انتقد وزير الدفاع أيهود باراك أمس بشدة الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان إلى وزراء خارجية الرباعية ودعا فيها إلى إجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية لاستبدال رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن). وقال باراك في حديث مغلق ان "هذه الرسالة تمس بالمصلحة الإسرائيلية ولن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع مع الفلسطينيين. هذه السياسة مغلوطة حتى العمق". "سما" وفي أثناء الحديث وقف باراك ضد الانطباع الذي زعم أنه تبقى من الرسالة ويفيد بان إسرائيل تتدخل في السياسة الفلسطينية فقال: "لا يجب تبليغ الجيران متى ينبغي ان يجروا انتخابات او ماذا ينبغي أن تكون عليه نتائجها. واذا كانت انتخابات فقد ينتخب ابو مازن مرة اخرى".
وشدد باراك في الحديث المغلق امس بانه لم يسبق ان طرح في أي نقاش في الموضوع الفلسطيني حضره منذ قيام الحكومة موقف يقترب حتى من الموقف الذي عرضه ليبرمان في رسالته. "كل السياسة التي وصفت في رسالة ليبرمان من شأنها أن تؤدي الى نبوءة تهدد بتجسيد نفسها"، قال باراك. "ليبرمان يريد ان يذهب ابو مازن الى البيت ولكن من البديل؟ لا يوجد هناك بدلا من ابو مازن حزب ليبرالي نرويجي. من سيصعد الى الحكم هو حماس. فهل هذا سيكون أفضل لاسرائيل؟، ليس صدفة انه من الصعب اقناع وزراء الخارجية في الغرب".
وحسب موظف اسرائيلي كبير فيكاد باراك يتلقى كل اسبوع استعراضا خطيا وشفويا من اقسام الاستخبارات والتخطيط في الجيش الاسرائيلي، منسق الاعمال في المناطق ومن المخابرات، يحذر من مغبة استمرار الجمود السياسي وآثاره السلبية على الوضع الامني في الضفة الغربية.
وفي الاشهر الثلاثة الاخيرة توجه باراك عدة مرات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في طلب لعقد نقاش شامل في المجلس الوزاري السياسي – الامني حول الجمود السياسي مع الفلسطينيين. وعاد باراك وتقدم بطلبه في الاجتماع الكامل للحكومة قبل نحو اسبوعين.
كما أن المجلس الوزاري لم يحدد بعد موعدا للبحث فيه او في محفل التسعة في المسألة الفلسطينية وفي خطة الفلسطينيين التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة.
كما قال وزير الدفاع ايهود باراك ان رئيس السلطة الفلسطينية يتحمل قسما كبيرا من المسؤولية عن الجمود في المسيرة السلمية مع اسرائيل. وفي بداية الاسبوع اتصل باراك بابو مازن لتهنئته بعيد الفطر وحاول مرة اخرى اقناعه بالكف عن رفضه استئناف المفاوضات مع اسرائيل.
وشدد باراك على أن ابو مازن يبتعد عن الارهاب ويبني قوات أمن تعمل بالتنسيق مع اسرائيل لاحباط العمليات. "الحياة هي موضوع بديل"، قال باراك واضاف: "ابو مازن ليس صهيونيا، فهو لم ينتسب الى اسرائيل بيتنا ولا الى حزب الاستقلال. لدينا انتقاد عليه في موضوع التحريض ومسائل اخرى، ولكن ان نبادر الى تنحيته – هو أمر غريب".
وحذر باراك في حديثه من أن سياسة كالتي يقترحها ليبرمان في رسالته قد تؤدي الى التطرف في الجانب الفلسطيني بشكل لن يسمح بأي تقدم سياسي. "فهل نحن حقا نريد الا يكون حل؟ اذا لم يكن هناك تقدم نحو الدولتين، فاننا عندها في وقع الامر نفتح الباب نحو دولة ثنائية القومية، فهل يعتقد أحد بان هذا جيد لاسرائيل؟"، تساءل باراك. مواد متعلقة: 1. أبو مازن يتلقى اتصالين هاتفيين من باراك وليفني للتهنئة بعيد الفطر 2. خلاف بين باراك وليبرمان على محمود عباس 3. "السيسي" ل "باراك": مصر ملتزمة ب "كامب ديفيد"