يسود الهدوء الحذر مناطق باب التبانة وجبل محسن بطرابلس فى شمال لبنان بعد الاتفاق الهش الذى تم التوافق عليه بين شخصيات سياسية ودينية أمس الأربعاء ، على اثر 3 أيام من المعارك التي وصفت بأنها من أعنف الاشتباكات منذ الحرب الأهلية اللبنانية التي درات ما بين 1975 و1990 . وفي هذا السياق ، أفادت تقارير اخبارية اليوم الخميس بارتفاع عدد قتلى الاشتباكات الى 12 شخصا على الأقل وأكثر من 100 جريح ، كما تسمع بين الحين والاخر طلقات رصاص وسقوط قذائف ، وتضطر قوى الجيش المتواجدة على الخط الفاصل الى الرد على مصادر النيران وتسيير دوريات مدرعة .
وتمكنت قوى الجيش من تأمين الطريق الدولية فى طرابلس ولكن المرور عليها محفوفبالمخاطر بسبب عمليات القناصة، والحركة في طرابلس شبه مشلولة ومعظم المحال التجارية والمؤسسات مقفلةخشية اعادة اندلاع الاشتباكات المسلحة فى اى وقت ولاسبابمجهولة من جانب المواطنين الذين يدعون الى تدخل قوى للجيش لفرض سيطرته التامة على المناطق التى شهدت ليل أمس تبادلا لإطلاق القذائف الصاروخية التي سقطت في أماكن بعيدة نسبيا عن أماكن الاشتباكات لا سيما منطقة الزاهرية.
وقال أحد سكان طرابلس إنه كان من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار بعد ظهر الأربعاء، لكن هذا لم يحدث.
ويشار الي ان الطبيعة الطائفية للاشتباكات في طرابلس،تعكس الصراع الدائر في سوريا منذ بدء الانتفاضة، التي يقودها السنة منذ 17 شهرا ضد حكم الرئيس بشار الأسد، وهو من الأقلية العلوية. وذكر شهود عيان إنه بعد فترة هدوء خلال الليل اهتزت طرابلس بنحو 20 انفجارا في الفترة ما بين الساعة الثانية والساعة السادسة صباح الخميس، نجمت فيما يبدو عن قذائف صاروخية، واستخدم المقاتلون أيضا أسلحة آلية. الوضع خطر
وكان الوضع الامنى فى لبنان موضع اهتمام من مجلس الامن أمس ووصف مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان الوضع في لبنان بانه اصبح اكثر خطورة، مع استمرار تدهور الازمة في سوريا، واصبح تقديم الدعم الدولي المستمر لحكومة لبنان وقواته المسلحة يزداد اهمية.
وأوضح ان التوترات التي سببتها المخاوف الداخلية والامنية لا تزال مرتفعة في هذا البلد ويمكن ان تتفاقم بسهولة بفعل التطورات في سوريا.
وقد تزامن القلق الدولي من تداعيات النزاع السوري على لبنان، مع بيان غير مسبوق لقيادة الجيش اللبنانى ، حذرت فيه البعض في طرابلس من صب الزيت على النار، واستغلال الاوضاع الاقليمية المتوترة لتصفية حسابات داخلية.
وأكدت ان قوى الجيش لم تنسحب لحظة من مناطق الاشتباكات او محيطها. وهي تنفذ خطة عسكرية كاملة، لكنها تتعاطى مع الوضع بحكمة لمنع تحويل المدينة الى ساحة للفتنة الاقليمية.واعلنت القيادة عن مبادرة الى اجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسئولة في المدينة من اجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع.
وأعربت مصادر طرابلسية عن قلقها من تجدد الاشتباكات في المدينة، كما تخوفت من تكرارها في المستقبل، مشيرة الى أن الظروف السياسية والامنية ما تزال تشكل ارضية صالحة لتجدد المعارك، متخوفة بالتالي من انعكاسها على مختلف أوضاع المدينة واستقرارها وأمنها.
وتمنت هذه المصادر، في المقابل، أن يُشكّل بيان قيادة الجيش بالتوجه نحو الاستمرار بالمساعي لتثبيت المصالحة وتكريسها ضمن المتابعة الأمنية وملاحقة المتورطين، فرصة حقيقية للبدء عمليا في معالجة الخلل الأمني في طرابلس.
جدير بالذكر ان منطقة طرابلس من أكثر خطوط التماس الطائفية اضطرابا في لبنان نتيجة للتوتر المزمن بين السنة والعلويين في المنطقة، والذي تطور الى اشتباكات في أوائل يونيو أسفرت عن مقتل 15 شخصا، وأصيب ما لا يقل عن 10 جنود في محاولات لوقف العنف. مواد متعلقة: 1. تجدد الاشتباكات في مدينة «طرابلس» بشمال لبنان 2. قبرص تدعو رعاياها لتجنب السفر إلى مناطق محددة بلبنان 3. الجيش اللبناني يعلن عن مبادرة للحوار المباشر مع القيادات الميدانية بطرابلس