استغربت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية ما وصفته بالصمت المطبق للناشطة البورمية الفائزة بجائزة "نوبل" للسلام أونغ سان سو كي بخصوص الاضطرابات الأخيرة في بلادها والتي تعرض على إثرها مسلمو الروهينغيا لاعتداءات جسيمة. "أنباء موسكو" ورأت الصحيفة أن صمت أونغ سان سو كي المستمر عن محنة مسلمي الروهينغيا في بورما (ميانمار) يثير القلق من أن الفائزة بجائزة "نوبل" للسلام فشلت في الارتقاء للمستوي الذي يفرضه كونها واحدة من أكثر الناشطات في مجال تأييد القيم الديمقراطية شهرة في العالم.
وذكرت الصحيفة بأنه تم قتل العشرات وبات عشرات الآلاف بلا مأوى خلال ثلاثة أشهر من الاضطرابات الطائفية بين البوذيين وعصابات من المسلمين في غرب بورما، وبالرغم من كون القتلى سقطوا من الجانبين، إلا أن مسلمي الروهينغيا تعرضوا لانتهاكات قاسية في بلد يتم فيه أصلا التمييز بشكل روتيني بالفعل ضدهم.
وبعد أن أمضت عقدين بين السجن والإقامة الجبرية، حصلت السيدة سو كي لنفسها علي عشق جماهيري في جميع أنحاء العالم لرفضها الخضوع للطغمة العسكرية التي كانت تحكم بورما وانتقادها الثابت لجميع انتهاكات حقوق الإنسان داخل بلدها، بحسب الصحيفة.
ولكنها التزمت الصمت على نحو غير معهود بشأن اضطهاد روهينغيا بورما، مع العلم أنها لو تكلمت في الموضوع فإنها تجازف بخسارة العديد من حلفائها السياسيين.
وعبر دبلوماسيون وجماعات حقوق الإنسان عن استيائهم المتزايد من صمتها وقال أحد كبار الوزراء البريطانيين للصحيفة: "بصراحة، كنت أتوقع منها دورا أخلاقيا قياديا حول هذا الموضوع ولكنها آثرت الصمت، رغم أنها تحظي بسلطة معنوية كبيرة في بورما وبينما قد يكون صعبا من الناحية السياسية بالنسبة لها اتخاذ موقف داعم تجاه الروهينغيا، فإن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
وأشارت الصحيفة إلي أنه وخلال زيارتها لبريطانيا في حزيران/يونيو الماضي، حث وزير الخارجية، ويليام هيغ، بشكل خاص السيدة سو كي على القيام بدور أكثر فعالية في السعي للمصالحة.
وعلمت الصحيفة كذلك أن المسألة أثيرت من جديد من قبل المسؤولين في رانغون بعد تعيين السيدة سو كي رئيسة لجنة تعني بالتعامل مع شؤون السلام والقانون والأمن. ولكن كل هذا الحديث يجد آذان صماء من السيدة سو كي، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مونغ زارنا، وهو خبير في بورما وزميل زائر في كلية لندن للاقتصاد، قوله لوكالة "أسوشيتد برس": سياسيا، أونغ سان سو كي ليس لديها أي شيء على الإطلاق تكسبه من وراء فتح فمها في هذا الموضوع"، مضيفا: "إنها لم تعد المتمردة السياسية التي تحاول التمسك بالمبادئ. لقد أصبحت سياسية وعيناها منصبتان على الجائزة، المتمثلة في انتخابات عام 2015 والتي ستصوت فيها الأغلبية البوذية". مواد متعلقة: 1. جمع عشرة آلاف توقيع من الجالية الإسلامية بنيويورك للضغط لوقف مذابح بورما 2. بورما تعلن إلغاء الرقابة على الإعلام 3. بورما تلغي الرقابة على وسائل الإعلام