في تعليقها على زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران نهاية الشهر الجاري من أجل المشاركة في قمة دول عدم الانحياز، أيدت العديد من القوى السياسية تلك الزيارة، على اعتبار أنها تأتي كخطوة في سبيل إعادة العلاقات بين القاهرةوطهران، ومن ثم تحقيق التحالف الثلاثي بين مصر وإيران وتركيا، مما سيمثل ثقلا ووزنا في منطقة الشرق الأوسط. تلك القوى السياسية رفضت المبالغة في الآثار السلبية التي قد تنتج عن توثيق العلاقات مع إيران، والمتمثلة في زيادة المد الشيعي في مصر، وتوتر محتمل للعلاقات المصرية الخليجية والعلاقات المصرية الإسرائيلية.
يؤكد الدكتور أيمن نور، رئيس حزب "غد الثورة" أن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران في إطار قمة دول عدم الانحياز، مهمة جداً على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وتحقيق مصالح متوازنة في المنطقة.
مضيفا أن حزبه يؤيد تلك الزيارة لأنها تأتي في إطار حضور قمة دول عدم الانحياز والتي كانت مصر قد أسستها.
وحول ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية، قال نور:"اعتقد أن الأثر الإيجابي للزيارة أكبر وأهم من فكرة العلاقات مع إسرائيل".
وتابع:"توطيد العلاقات بين مصر وإيران وتركيا شئ هام جدا لأنهم يمثلون مثلث الثقل في الشرق الأوسط".
وفي تعليقه على الزيارة نفسها قال تامر القاضي المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة، أنه من المهم أن تكون علاقات مصر قوية بكل دول العالم، مشيرا إلى أنه لا مانع من أن يكون هناك علاقات مع إيران - على حد قوله.
وأضاف القاضي:"إيران لاعب مهم في المنطقة ومن المهم إقامة علاقات متبادلة معها من أجل تحقيق تنمية مشتركة".
وحول تخوف البعض من المد الشيعي ووصوله إلى مصر، قال:"العلاقات مع طهران لابد أن تكون مقننة، ومحددة في أطر معروفة لا يتم تجاوزها، ولتجنب المد الشيعي يجب على الأزهر أن يقوم بحملات توعية مكثفة فهذا هو دوره حاليا".
وعن تصريحات المسئولين الإسرائيليين وتخوفهم من تلك الزيارة، قال القاضي:"إسرائيل لا تملي علينا علاقاتنا.. ومصر ليس لها دخل بما يحدث حاليا بين طهران وتل أبيب".
حزب التجمع لم يكن أقل تأييداً من سابقيه، حيث صرح المتحدث باسم الحزب، نبيل زكي، بأنه لا يرى أن هناك مانع من قيام الرئيس محمد مرسي بزيارة إيران نهاية هذا الشهر من أجل المشاركة في قمة دول عدم الانحياز.
وأضاف زكي أنه من المفترض أن تكون هناك علاقات طبيعية بين مصر وإيران، "حيث أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لا تقيم علاقات مشتركة مع طهران".
وحول تخوفات إسرائيل من تلك الزيارة، قال زكي: "هذا شأن إسرائيل ونحن لا نسمح لها أو لغيرها بأن يملي علينا سياساتنا أو علاقاتنا مع الخارج".
من جهتهم، أعلن الإخوان المسلمون تأييدهم للزيارة، وقال الدكتور محمد الدماطي، محامي الجماعة، في تعليقه على زيارة الرئيس محمد مرسي المرتقبة لإيران أن هذه الزيارة تأتي في مطلع قيام الرئيس المنتخب بربط علاقات مصر بكل الدول في المحيطين العربي والإقليمي.
وأضاف الدماطي "إيران دولة إسلامية تعادي الصهيونية وإسرائيل ومن المفترض أن تقف مصر في هذا الخندق".
وتابع:"توثيق العلاقة بين مصر وإيران لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على علاقة مصر بدول الخليج، حيث أن هناك علاقات حميمية بين بعض دول الخليج وإيران".
رؤية حزب الوفد للزيارة كانت أكبر من مجرد توثيق العلاقات، بل والعمل كهمزة وصل للتقريب بين طهران ودول الخليج، حيث يقول حسام الخولي، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد بأن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران نهاية هذا الشهر من أجل المشاركة في قمة دول عدم الانحياز، هي زيارة طبيعية نظرا لقوة مصر ودورها في منطقة الشرق الأوسط - على حد قوله.
وأضاف الخولي "مصر قوة في المنطقة ويجب أن يكون لها علاقات مع الجميع وخاصة الدول القوية أمثال إيران رغم وجود عدد من الاختلافات على بعض القضايا".
وتابع: "ليس من الممكن أن تؤثر زيارة مرسي على علاقتنا ببعض دول الخليج بل بالعكس، من الممكن أن يقوم مرسي مستقبلا بدور الوساطة أو يكون همزة الوصل بين إيران ودول الخليج".
من جهته انضم حزب الوسط لقائمة المؤيدين لزيارة الرئيس، فيقول عمرو فاروق، الأمين العام المساعد لحزب الوسط، إن علاقات مصر مفتوحة مع كافة الدول، نافياً أن تكون هناك خلافات مع إيران.
ويضيف "الزيارة ليس لها أي أثر سلبي على علاقات مصر الخارجية، حيث أن دول الخليج جميعها لديها سفارات في طهران مما يعني أنه لن يكون هناك تأثير على علاقتنا بهم".
وحول تخوف البعض من أن يؤدي التنسيق مع إيران إلى زيادة المد الشيعي في البلاد، أكد فاروق أن "الشعب المصري مسلم سني ووسطي بطبيعته، وأن مصر محصنة ضد المد الشيعي". مواد متعلقة: 1. تل أبيب: زيارة محمد مرسي لإيران مغامرة تؤكد أن مصر "تتغير" 2. مصر وايران .. القواسم المشتركة بين الثورات المختطفة وخمينية السبعينات والالفية الثانية 3. مصر تواجه ايران فى مشوار تصفيات الدوري العالمي ل"الكرة الطائرة"