منذ أيام حاول مجموعة من الشباب الاعتداء على الاعلامي خالد صلاح ، وتجري محاكمة الاعلامي توفيق عكاشة .. ومما لاشك فيه ان الاعتداء على أي شخص لا نقبله ولا نؤيده ، ونؤمن بأن قتل الابداع مذمة ، والمساس بحرية الفكر والرأي جريمة ، كل تلك ثوابت لا نختلف عليها .
ولكن لم استطع أن أمنع نفسي عن السؤال ماذا تعني كلمة إعلامي ؟؟؟ ماهي مواصفات ذلك الشخص الذي يعد المساس بشعرة من رأسه تخلف ورجعية وظلامية ؟؟؟؟ أليست له مواصفات ؟؟؟؟ ألا يجب أن يكون لديه تأهيل ؟؟؟ ألا يجب أن تسن التشريعات من القواعد مايبصرنا كيف نستطيع أن ننضم إلى كوكبة الإعلاميين وفقا لشروط وضوابط معينة ؟؟؟؟ أليس من الواجب أن نحسن اختيار من يجلس على شاشات التلفاز بالساعات الطوال ساكبا فكره ورأيه في آذان ووجدان وفكر أبناءنا وبناتنا ومراهقينا وشبابنا ؟؟؟ أليست تلك مسؤولية نحاسب عليها يوم القيامة أم لا ؟؟؟
يظن البعض ممن وطأ حقل العمل الإعلامي أنه قد أصبح منزها عن النقص ، مبرئاّعن الهوى ، فكل كلمة يقولها منزلة ، وكل حرف ينطق به درة ، يستطيع ان يتهكم على الأديان ويتطاول على المقدسات ويخوض في الأعراض وفي يده مجموعة من الاوراق يلوح بها من بعيد أمام الكاميرا من بعيد كدليل على صدق كلامه !!!! ويحرض على القتل على الهواء مباشرة !!!! فان استدعته جهة تحقيق للاستفادة مما تحت يديه من دلائل على صدق مايقول وجدته منكرا لكل ماقال ؟؟؟ ويشتد العويل عليه لأن في استدعائه مجرد استدعائه للتحقيق اهدارا لحرية الفكر والصحافة والإبداع والتنوير والحداثة !!!!
وليذهب من ليك عرضه وحرِّضَ على قتله الى الجحيم !!!!
في اوليمبياد لندن 2012 كتب احد المواطنين الانجليز تغريدة على تويتر قائلا فيها :
(العداء الزنجي سوف يجري غدا ) هذا الشاب لمجرد كلمة تدل على عنصرية تتبعته الشرطة ولاحقته وقبضت عليه وهو الآن رهن الاعتقال ، حدث هذا في لندن معقل الحريات والابداع والتنوير وقبول الآخر ....
وماذا في بلدي ؟؟؟؟
توفيق عكاشة يشكك في القرآن ويقول أنه ثلثه من التوراة وثلثه من الانجيل ، يستحل دم رئيس الجمهورية في بث مباشر ، يصفي خلافاته مع طليقته وينكر نسب طفله المعاق على الهواء مباشرة ... هل هذه هي حرية الإبداع ؟؟
الله عز وجل يبارك حول المسجد الأقصى لكن محمد ابوحامد يرى أن الهرم أقدس ، والحجاب سخرة وتخلف واللحية قذارة والمساجد بؤر تخلف والكنائس هي هوية مصر وأصل مصر وعلامة الصلاة وصمة والتيار الاسلامي (أوسخ) من الحزب الوطني ، وعلى منصه أمام الفور سيزون ولدى زيارة هيلاري كلينتون استهزئ بسنة النبي بألفاظ جنسية رخيصة .... هل هذا هو التنوير ؟؟
فاطمة ناعوت ونوال السعداوي وخالد يوسف وايناس الدغيدي تلك القامات الفكرية الإبداعية الخلاقة التي تري أن الحج وثنية وممارسة الجنس دون زواج فطرة والإباحية إبداع ،وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المؤمني عائشة تغرير بقاصر ، المبدع خالد يوسف لا يرى غضاضة في ان تمارس ابنته الجنس وان يقبلها من يشاء بشرط مراعاة مشاعرها وان يكون ذلك بالتراضي !!!! والمفكرة المبدعة ناعوت ترى ان نظام الاعتراف في الكنائس أفضل من التوبة في القرآن ، وان المسيحية افضل الأديان !!! والمبدعة ايناس الدغيدي تؤيد حقوق الشواذ في الزواج ، وتستهزئ بالوالدان المخلدون الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم !!!
وبالأمس فيديو يكرره اصحاب المواقع الخاصة وأصحاب الحوانيت الفضائية عشرات المرات لرجل يمزق الصحف ويسب الدين لمرسي !!!
كل تلك الآراء مرت مرور الكرام كالماء البارد لم تحرك ساكنا لرواد التنوير والابداع ، المساس بالقرآن والاستهزاء بالسنة بل والخوض في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ، وازدراء الأديان أمر عادي المساس به تكميم للأفواه في نظر الناشطين والحقوقيين والمبدعين ....
هل اصبح المساس بسيارة خالد صلاح أغلى وأقدس من الخوض في عرض نبينا ؟؟؟
هل أصبح توفيق عكاشة رمزا لحرية الراي وتكذيب القرآن والاستهزاء بالسنة وجهة نظر ؟؟؟؟
الاعلاميون وأصحاب القنوات الفضائية في مصر الغالبية منهم محترمون لا ريب ، ولكني اتكلم عن طغمة تعرف نفسها اتحدي ان تفصح عن مؤهلاتها ، تلك القلة التي ركبت موج الإعلام بلا دين أو أخلاق أو مبادئ وأصبح يجلس بالساعات يتكلم في الدين والجنس والسياسة والدستور والفقه وحقوق الإنسان !!!!!!
أصبحت برامج التوك شو وصلات من الايماءات والإيحاءات والخوض في الأعراض والتدني والسقوط المزري والفوضى المقززة .
هؤلاء الذين يتشدقون بقيم الحرية والإبداع وهو قول حق أريد به باطل ، لك اجد بلدا في العالم يخرج فيه رجل ذو عقل ليهدد رئيس دولته بالقتل مثلما فعل توفيق عكاشة ويترك سدى ، وعندما احيل الرجل للتحقيق أصبح هذا تكميما للأفواه وعودة للعصور الظلامية الوسطى !!!
في الولاياتالمتحدةالامريكية معقل الحريات ومرتع وممول مبدعينا سعد الدين ابراهيم ومايكل منير وجورج اسحاق لو ان شخصا تجرأ وانكر الهولوكست لا تهم بمعاداة السامية وقضى بقية عمره في السجن ؟؟؟
لو ان أحدهم فكر في قطع الطريق أو اقتحام قسم شرطة او مقر وزارة مستخدما حتى هراوة ، لحوكم بموجب مواد قانون الإرهاب ، أليست تلك البلاد التي تسبحون بحمدها وتتلقون تمويلها وتحتمون بها ؟؟؟؟
وفي بلدي شعبان عبد الرحيم يعطى مهلة لمرسي (دون القاب) عام فقط ، وممرضات كفر الدوار ينذرون مرسي كي يقوم بصرف الحوافز المتأخرة ، مصطفي بكري يطلب من مرسي ان يحدد موقفه يوميا من اي فتوى او راي لأي مخلوق محسوب على التيار الإسلامي ، والهام شاهين ستسقط مرسي يوم 24 اغسطس ، وهالة فاخر تستهزئ بصورة رئيس البلاد المنتخب على الهواء مباشرة ، ودينا وفيفي عبده تخافان على ما يقدمانه من ابداع وفن من التيارات الاسلامية المتخلفة الرجعية .
تلك القلة التي كانت تسبح بحمد مبارك وتقبل يد صفوت الشريف وتلعق حذاء عمر سليمان ، وتنحنى امام سوزان سيدة مصر الأولى الآن انقلب الأشاوس إلى ثوار أحرار أطهار أخيار ، يوجهون وينذرون ويستهزؤن برئيس بلادهم .
لم يكن الرئيس قد فرغ من أداء اليمين امام المحكمة الدستورية حتى اتهموه بالفشل ، قال عنه احد المبدعين مرسي بلا صلاحيات وهو رئيس شرفي والحاكم الفعلي هو طنطاوي ، فلما اقال الرئيس طنطاوي انبرى نفس المفكر المبدع يتهم مرسي بالديكتاتورية وانه اصبح مبارك جديد !!!!!!!!!!!
إذن في كل الأحوال مرسي مخطئ ... في كل طلعة شمس هو مخطئ ....في كل الأحوال كل منا يفهم في السياسة والفقه والدين وحقوق الانسان ....
هالني تلك القمم الفكرية والسياسية التي لم تحرك ساكنا ورئيس مصر يهدد بالقتل على الهواء مباشرة ، وعلى راسهم مصطفى بكري والبرادعي وحمدين صباحي وحافظ أبو سعدة ، ثم تقيات جميعها كبدا وكمدا وحزنا للتحقيق مع زميلهم المبدع ذو الخلق العظيم المناضل توفيق عكاشة !!!!!!!!
وإعمالا لحرية الفكر والرأي والإبداع والتنوير والإبداع فقد يكون من المناسب خلع مرسي الرئيس المنتخب ، والاستنجاد بالناتو لضرب مقرات الإخوان بالطيران ، وسجن كل ماتبقي من التيارات الإسلامية ، بل وقتلهم باعتبار انهم إرهابيين خونة ،
وتعيين احمد شفيق رئيسا ومحمد ابوحامد رئيسا للوزراء وتشكيل وزارة من مايكل منير للاوقاف وجورج إسحاق للثقافة وفيفي عبده للتعاون الدولي والهام شاهين للحوار بين الأديان ، وايناس الدغيدي للاستثمار ، وخالد يوسف لصناعة السينما ، وتوفيق عكاشة شيخا للأزهر ، ومصطفى بكري مفتيا للديار المصرية .
ياسادة اقتحموا قصر الاتحادية اقتلوا مرسي أو إطرحوه أرضا تخل لكم مصر وتكونوا من بعده قوما مبدعين .....