مع انطلاق مدفع الإفطار مساء الأحد الماضي انطلق مدفع التغير بصدور الرئيس محمد مرسي عدة قرارات أهمها إلغاء الإعلان الدستور(المكبل) المكمل وإصدار إعلان دستوري آخر، كما قام بتغير وتعين بعض القيادات الكبيرة في الجيش المصري حيث أحال المشير حسين طنطاوي للتقاعد وعين مكانه عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع كما أحال الفريق سامي عنان هو أيضا للتقاعد وعين مكانه صدقي صبحي رئيس الأركان، ليصيح بذلك رئيسا يمتلك الصلاحيات الكاملة التي تمكنه من أداء مهامه كرئيساً للجمهورية لتتحول مصر من الدولة العسكرية إلي الدولة المدنية. ومما لا شك فيه أن هذه القرارات أثارت ردود أفعال كبيرة في الرأي العام المصري والعالمي وذلك لما لمصر مكانة كبيرة ينظر لها العالم، علي أنها أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط ولما لها من ثقل كبير في المنطقة العربية.
وقد خرجت علي الفور حشود كبيرة في معظم محافظات مصر ابتهاجا واحتفالا وتعبيرا عن تأيدهم لهذه القرارات التي أثلجت قلوب الملايين من المصريين كما أثلجت قلبي أيضا، لتصبح مصر دولة مدنية بأيدي مصرية وشجاعة كبيرة من الرئيس مرسي ليبعث رسالة سلام الي كل المصريين أنه رئيس لهم جميعا، وانه لو لا الشعب ما أصبح رئيسا، لتصبح مصر ذات قائد وقبطان واحد يقودها إلي الأمام .
ومن بين ردود الأفعال المصرية ما قاله الساسة والمفكرون من أن قرارات مرسي جاءت في الوقت الصحيح وان الأحوال الآن متاحة للجميع للمشاركة من جديد وفتح صفحة جديدة لبناء الديمقراطية والدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية، حيث رحب الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بذلك القرار، قائلا اليوم انتقلت السلطات بشكل كامل للرئيس المدني المنتخب وان المعكرة القادمة هي الدستور لأن الثورة دائما تفرض إرادتها، بينما قال الإعلامي الكبير حمدي قنديل أن الرئيس قام بانقلاب مدني قبل الانقلاب العسكري وان الجيش يعود إلي مهمته.
بينما قال الأديب والكاتب علاء الأسواني أن القرارات تؤكد أن الرئيس مرسي يسير علي الطريق الصحيح، واصفا هذه القرارات بأنها خطوة عظيمة، وجاءت في الوقت الصحيح وقبل الانقلاب علي الرئيس يوم 24 أغسطس المقبل الذي يدعو إليه البعض للإطاحة برئيس الجمهورية المنتخب بإرادة الشعب لأول مرة في تاريخ مصر .
وعلي الصعيد نفسه رحب الناشط السياسي وائل غنيم بقرارات الرئيس، داعيا الجميع إلي المشاركة من جديد في بناء الدولة، وفي المقابل اعترض مصطفي بكري عضو مجلس الشعب السابق علي قرارات الرئيس واصفا إياها بالخاطئة وأنها محاولة من الإخوان المسلمين للسيطرة علي الحكم وبالتالي تحويل الدولة إلي دولة إخوان، مضيفا أن القرار جاء لتلافي غضب الجماهير تجاه أحداث رفح الأخيرة.
وعلي الصعيد الدولي فقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرارات الرئيس مرسي بالاستفزازية وأنها ربما تثير رد فعل عنيف من الجيش المصري، لكن نقول لها لن يحدث بمشيئة الله، طالما جيشنا في رباط إلي يوم القيامة ان شاء الله، بينما قالت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أن قرارات مرسي هي انقلاب مدني لإظهار أن الإخوان أصبحوا مالك البيت.
وقد ذكرت القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي هي الأخرى انه إذا لم تتعاون القيادات الجديدة في الجيش المصري مع إسرائيل فإنها ستعتمد علي نفسها في القضاء علي الإرهاب بسيناء.
وفي السياق ذاته، أعربت العديد من الأوساط السياسية والصحفية عن تفاجئها من القرارات واصفة إياها بأنها الأهم والأكثر حساسية في الوقت الراهن.
ونحن هنا إذ نؤكد أن قرارات الرئيس مرسي جاءت في الوقت الصحيح لكي يصبح مرسي رئيسا لكل المصريين ورئيسا كامل الصلاحيات للبدء في بناء الدولة وتنفيذ مطالب الثورة لتتحول الدولة من حكم العسكر إلي الدولة المدنية التي نتمناها جميعا وعلي الجميع أن يساندوا رئيس الجمهورية من اجل النهضة والبناء والتقدم الذي نحلم به ونأمل أن نراه جميعا.