لندن: أكدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من الأحماض الدهنية الأساسية يمكن أن يخفض الأعراض المؤلمة السابقة للطمث لدى النساء. وقد أجريت الدراسة على 80 امرأة برازيلية مصابة بما يعرف بالمتلازمة السابقة للحيض تناولن جراماً، إلى جرامين من الأحماض الدهنية الأساسية يومياً أثناء النصف الثاني من الدورة الشهرية، مما أدى إلى تراجع أعراض الطمث لديهن بشكل ملحوظ، حسبما أوضح معدو الدراسة تحت إشراف ايدلبرتو روشا فيلو، من جامعة بيرنامبوكو في مجلة "ريبروداكتيف هيلث". ويعني الأطباء بالمتلازمة السابقة للطمث عدداً من الآلام الجسدية والنفسية التي تعاني منها الكثير من النساء في الأيام السابقة للدورة الشهرية، وهى آلام تعرفها معظم النساء وهى شديدة للغاية لدى 20 إلى50% من النساء في سن الإنجاب لدرجة جعلت الأطباء يصفونها ب"المتلازمة السابقة للطمث". ولم يعثر العلماء بعد على أسباب هذه المتلازمة التي قد تمنع النساء المصابات بها من مزاولة عملهن، غير أن الباحثين يرجحون أن يكون تذبذب الجينات الجنسية النسائية أحد العوامل وراءها. وركز الأطباء البرازيليون في دراستهم على هرمون برولاكتين. وتعالج أعراض الطمث بشكل عام بعقاقير متعددة، كما أن تمرينات الاسترخاء وتغيير النظام الغذائي يمكن أن يساعد بعض النساء في التغلب على هذه الآلام، ولكن ليس هناك علاجاً ثابتاً معترفاً به. وقسم الأطباء البرازيليون الذين أجروا الدراسة 120 امرأة شاركن في الدراسة بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات بعد أن تبين أنهن يعانين من هذه المتلازمة. وحصلت إحدى هذه المجموعات خلال النصف الثاني من الدورة الشهرية يومياً على واحد جرام من الأحماض الدهنية الأساسية وحصلت نساء المجموعة الثانية على جرامين والثالثة على عقار وهمي، أي مادة غير فعالة. ويعتقد الباحثون بأن الأحماض الدهنية الأساسية تنشط الجسم لإنتاج هرمون "بروستاجلاندين ايه 1" الذي يثبط تأثير هورمون برولاكتين. والأحماض الدهنية الأساسية هى الأحماض التي لا ينتجها الجسم بنفسه بل يضطر لامتصاصها مع الغذاء. وسجلت النساء المشاركة في الدراسة ما شعرن به من آلام في كراسة خاصة عبر نظام للنقاط. وبعد ثلاثة أشهر من بدء الدراسة، بلغت نسبة الآلام 58% لدى النساء اللاتي حصلن على جرام واحد من الأحماض الدهنية الأساسية و 48% لدى النساء اللاتي حصلن على جرامين و 89% لدى النساء اللاتي حصلن على مادة غير فعالة. وصلت نسبة هذه الآلام الى 35% لدى مجموعة الجرام الواحد و 28% لدى مجموعة الجرامين، في حين ظلت حدة الألم لدى مجموعة العقار الوهمي عند مستوى 89%. ولم يرصد الأطباء أعراضاً جانبية، إلا في بعض الحالات الفردية. وأكدت النساء اللاتي عانين من بعض الأعراض الجانبية جراء تناول الأحماض الدهنية الأساسية أن حدة الألم تراجعت لديهن. ويعتقد الأطباء أن هذه الأعراض ليست بسبب كبسولات الأحماض الدهنية الأساسية. وتوقع الباحثون أن يكون لهذه الكبسولات مستقبل واعد كأحد خيارات علاج آلام الطمث.