أعاد متحف باردو بتونس العاصمة فتح أبوابه بحلّة جديدة تتّسم بالبساطة والجاذبية لعرض أهمّ المحطات الحضارية الكبرى التى تعاقبت على البلاد التونسية، بعد أن تواصل غلقه أمام الزوّار طيلة ثلاث أعوام لفسح المجال أمام أعمال الترميم. ويعدّ متحف باردو من أبرز المتاحف العالمية، ويستمدّ شهرته الواسعة بفضل مجموعة الفسيفساء الاستثنائية المعروضة فيه، والتى تعدّ الأكثر تنوّعا وتفنّنا فى العالم. لكنّها ليست الثروة الوحيدة فى المتحف، فهو يضمّ قطعا أثرية من تماثيل ومنحوتات ومجوهرات ومخطوطات تغوص بالزائرين فى أعماق الماضى، من فترة ما قبل التاريخ إلى الفترة الإسلامية، ليكون شاهدا على الهوية الثقافية للبلاد.
والزائر لمتحف باردو يقف منبهرا أمام أكبر لوحة فسيفسائية رومانية تجسد إله البحار الرومانى "نبتون"، وهو يحمل رمحا ذا ثلاثة أسنان، وهى لوحة ضخمة فى غاية الإبداع، اكتشفت بمدينة سوسة (حضرموت سابقا) فى القرن 19، وتمّ وضعها بطريقة عمودية على حائط ببهو المتحف.