القدس المحتلة: زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الخميس أن مصر هي السبب الاساسي في رفض تل أبيب للعرض القطري باقامة مشاريع إعادة بناء المباني والمنشئات التي دمرتها اسرائيل خلال عدوانها الاخير علي غزة في قطاع غزة مقابل إعادة الروابط الدبلوماسية معها وإعادة فتح الممثلية الإسرائيلية في الدوحة. وذكرت الصحيفة "إنه طبقا لمصادر مصرية فإن إسرائيل زودت الرئيس المصري حسني مبارك بتفاصيل الاقتراح القطري الذي من شأنه السماح لقطر بإحضار مواد بناء وغير ذلك من البضائع إلى قطاع غزة". وقالت الصحيفة "أن القطريين اقترحوا السماح لهم بالقيام بسلسلة من المشاريع العمرانية في قطاع غزة واستيراد المواد الضرورية لعمليات البناء مقابل إصدار إسرائيل بيانا علنيا تعرب فيه عن امتنانها لدور قطر والاعتراف بموقفها حيال قضايا الشرق الأوسط". وبمجرد تنفيذ إسرائيل هذه الخطوة ستقوم قطر بإعادة فتح البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الدوحة التي أغلقت خلال عملية الرصاص المصبوب التي قام بها الجيش الإسرائيلي في غزة. وزعمت "هآرتس" بأن الرفض المصري جاء خشية تعرض القاهرة لانتقادات بعد أن كانت تمنع مرور البضائع عبر حدودها مع غزة ، بذريعة التنسيق مع إسرائيل واللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط المكونة من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وروسيا". وتابعت الصحيفة مزاعمها "من غير المناسب لإسرائيل من أجل خدمة مصالحها الخاصة، إلحاق الضرر بهذه الاتفاقيات ووضع مصر في موقف حرج يظهرها بأنها الطرف الوحيد الذي يمنع مرور البضائع إلى القطاع المحاصر ". واستطردت بالقول "العلاقات بين قطر ومصر يسودها التوتر، ويعود ذلك جزئيا إلى الانتقادات الحادة التي تبثها قناة الجزيرة القطرية بالنسبة لموقف مصر من غزة". كما أن قطر تنتهج سياسة خارجية مستقلة وأن مصر تنظر إلى قطر على أنها حليف لإيران وتعمل بشكل مخالف للمصالح العربية. وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت "إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو رفضت عرضا تقدمت بها دولة قطر من أجل استئناف العلاقات بين البلدين وإعادة فتح الممثلية الإسرائيلية في الدوحة". وأشارت إلى أن قطر بدأت منذ ما يقرب من ستة أشهر في إرسال سلسلة من الرسائل إلى إسرائيل عبر قنوات سرية وعبر الولاياتالمتحدة وفرنسا وحتى عن طريق محادثات مباشرة مع دبلوماسيين إسرائيليين. وتضمنت تلك الرسائل اقتراحا لاستئناف الروابط الدبلوماسية وإعادة فتح مكتب إسرائيل في الدوحة. مقابل فك الحصار عن غزة والسماح بدخول مواد البناء والمواد الغذائية والطبية للقطاع المحاصر من جانب اسرائيل منذ اكثر من ثلاث سنوات . وتجدر الإشارة إلى أن قطر قطعت علاقاتها مع إسرائيل إثر عملية الرصاص المصبوب التي قام بها الجيش الإسرائيلي في غزة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2008. وطلبت قطر في شهر يناير/كانون الثاني 2009 من رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في قطر روي يوزنفليت مغادرة الأراضي القطرية، مما أثار غضب إسرائيل التي قالت إن قطر أخذت تقترب من المعسكر الراديكالي الذي تتزعمه إيران.