لندن: أكد علماء أمريكيون أن خلايا عصبية في بعض مناطق المخ لدى الفئران تنام لفترة وجيزة عندما تحرم الفئران من النوم لفترة طويلة وتصاب بالإعياء الشديد. وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم في مجلة "نيتشر" البريطانية أن هذا "النوم لثوان في بعض مناطق المخ" يقلص قدرة الحيوانات على الأداء. ويأمل الباحثون أن تساعد نتائج دراستهم في تفسير كيفية حدوث التقلص المعروف في قدرة الإنسان على التركيز والأداء في حالة عدم نومه بشكل كاف. وأبقى البروفيسور فلاديسلاف فيازوفسكي ومساعدوه في جامعة ويسكونسين ماديسون الأمريكية على عدد من الفئران متيقظة من خلال شغلها على مدى أربع ساعات متواصلة بالعديد من الألعاب التي ألقيت لها في الأقفاص مرة بعد مرة مما منع الفئران من النوم، طبقتاً لما ورد بجريدة "الأقتصادية السعودية". وتابع الباحثون أثناء ذلك نشاط الخلايا العصبية في مراكز مختلفة بالمخ لدى الفئران فتبين أن مجموعات من الخلايا العصبية أصبحت فجأة "خارج الخدمة" وذلك عدة مرات. ورغم أن الفئران ظلت يقظة إجمالاً وظلت تجري في القفص، إلا أن نموذج نشاط خلاياها العصبية تساوى مع نموذج الخلايا العصبية النائمة. واستمر هذا النوم الخلوي الضئيل عدة عشرات من أجزاء من الثانية. وتكرر حدوث هذه الظاهرة كلما أبقي على الفئران في حالة اليقظة. ورغم قصر مدة هذا النوم القصير إلا أنه ظل على ما يبدو يؤثر على قوة أداء الفئران وذلك حسبا أظهر الباحثون في تجربة أخرى كان على الفئران خلالها أن تمد مخلبها لتلتقط قطعة من السكر ولكنها كانت تفشل دائما في هذه المهمة عندما كان الباحثون يرصدون لديها نوما ضئيلا في الخلايا العصبية ببعض مراكز المخ. ومن المعروف عن بعض الحيوانات بالفعل أن أجزاء من مخها تنام في حين تظل أخرى متيقظة، وهو ما يحدث مع الطيور المهاجرة على سبيل المثال والتي تضطر للطيران لساعات كثيرة بلا توقف وهو نوع من التكيف الذكي مع ظروف حياة الطيور. ولكن العلماء لا يعرفون ما إذا كانت هذه السنة القصيرة من النوم لدى الفئران صفة مفيدة أم ضارة لها حسبما ذكر الباحثون.