شهد د . محمد صابر عرب وزير الثقافة حفل ختام مهرجان سماع الدولي للإنشاد الصوفي والموسيقي الروحية في دورته الخامسة برئاسة انتصار عبد الفتاح رئيس ومؤسس المهرجان، وذلك لتأبين الشهداء المصريين والتأكيد علي أن مصر لازالت تقف شامخة وهي تمد يدها بالسلام للعالم علي مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، والذي استمر عشرة أيام ما بين مسرح الصحن بقبة الغوري ومسرح بئر يوسف بالقلعة ، الذي نظمه صندوق التنمية الثقافية، شارك في هذا المهرجان 20 دوله عربية وأجنبية من مختلف ثقافات العالم . تضمن حفل الختام الوقوف دقيقة حداد علي شهداء رفح بسيناء والذين تعرضوا لهجوم إرهابي راح ضحيته 16 شهيدا، بالإضافة لعدد من الجرحي، أعقب ذلك قداس صوفي شارك فيه 12 دولة وهي فرنسا ، اندونيسيا ، العراق ، البوسنة والهرسك ، الامارات ، تركيا ، الهند ، اليمن ، أذربيجان ، أسبانيا ، أوكرانيا ، مصر لتشدوا كل دوله بلغتها أغنية في حب مصر، وبذلك تحول حفل التأبين إلي مظاهرة حب وتقدير من دول العالم لمصر، تلا ذلك مقامات انسانية "حوار بين المقامات العربية والأوربية " لتؤكد علي لحظة التواصل الإنساني والتفاؤل والأمل بغد أفضل ثم الرقص الصوفي المولوي من خلال فرقة تركيا وفرقة سماع للرقص الصوفي " مصر " ليشدوا معا لكي يا مصر السلامة بمشاركة الجمهور.
كما تفقد وزير الثقافة سوق الشارع الأعظم الذي اشتمل علي عرض منتجات الحرف التقليدية والشعبية مثل الطرق علي النحاس الخشبيات الخزف والفخار والخيامية معرض رسم علي الماء للفنان التركي أحمد أكجون الذي قام بإهداء وزير الثقافة درع ولوحة تذكارية ، بالإضافة لمعرض فرمانات التسامح ، والخط العربي للمسلمين الصينيين بعنوان " الحرف زهرة بديعة " ومعرض فنان الخط العربي لمحمد حمام بمصر.
وفي نهاية الحفل قام وزير الثقافة بتكريم حسين عوني سفير تركيا وذلك بإهدائه درع المهرجان لمساندته هذا المهرجان ، كما كرم د . محمد صابر عرب و م . محمد أبو سعد الفنان انتصار عبد الفتاح بإهدائه درع المهرجان ، كما قام الإتحاد العربي للثقافة والإبداع بوزارة الثقافة اليمنية بتكريم الفنان انتصار عبد الفتاح وذلك بإهدائه درع الثقافة والإبداع من الدرجة الأولي ، كما كرمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمعات بالامارات ، واختتم الحفل برفع أعلام الدول المشاركة وقام الفنان انتصار عبد الفتاح برفع لوحة كبيرة تحمل عنوان " السلام لكل العالم " باللغات المختلفة.
وأشار د . صابر الي أن رسالة السلام التي شاهدناها سنطوف بها العالم كله لأنها رسالة تكثف مجموعة من الرسائل المختلفة تقدم للعالم الذي يشهد صراعات وحروب ودمار وقتل ، كما أنها رسالة تنشد السلام والمحبة والحرية الدينية بصرف النظر عن اللغة والدين والعرق والمكان، ولكل انسان أن يحتفظ بديانته كيفما يشاء ، ولكن نبقي شركاء في أوطان متحابون بناؤن للمعرفة والثقافة والحضارة، فالفن والثقافة هما الرئة التي يتنفس بها المجتمع مهما كان من حراك سياسي واجتماعي وفكري ، وهما الرئة التي تواصلت وحملت معها كل الحضارات الكبري في العالم ، فالفن يعكس كل هذه التيارات ويقدم وظيفة رسالة تخدم الفن، والثقافة تخدم المجتمع ، فالدول التي أغفلت الفن والثقافة والمعرفة بالمعني الفني والثقافي هي التي لم تسهم بدور كبير في الحضارة الإنسانية ولا تستطيع أن تستهدف الحرية والعدالة والوعي والديمقراطية وحقوق الانسان، فمصر مستمرة ومتواصلة سبعة آلاف سنة لأنها تحمل كل هذه الفنون والثقافات المتراكمة.
وفي نهاية كلمته توجه بالشكر للجانب الصيني ضيف شرف الدورة القادمة لأنه يجسد العلاقات المصرية الصينية وهي علاقات ضاربة في جذور التاريخ ، وتمني أن يكون هناك أنشطة أكثر وتعاون مشترك ، وان يقدم المجتمع المصري والصيني كل منهما تجربته في مجال الفن من خلال رؤية مشتركة .