ناشد المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، جميع الشعب المصري إلى التوحد ونبذ الخلافات والاعتكاف في المساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان. وقال بديع، في رسالته الأسبوعية والتي حملت عنوان "الأعمال بخواتيمها" موجهًا كلمته للشعب المصري: "قِفوا فى وجه أعدائكم الذين يكرهون لكم العزة والحرية والكرامة يبغونها عوجًا، ويعرقلون مسيرتكم ويحاولون إفشال جهودكم وثقوا بعد ذلك فى نصر الله لكم، وتأييده لجهدكم".
وطالب المواطنين بالاعتكاف في المساجد وإخلاص العبادة لله قائلاً: "اعتكفوا فى المساجد.. عمّروها.. أخلصوا العبادة لله.. وانطلقوا منها كقاعدة للعمل من بيوت الله".
كما دعا المواطنين للدعاء لشعوب سوريا وبورما وكشمير وفلسطين وفى كل بقعة يعانى فيها المسلمون وتراق فيها دماؤهم وتغتصب أرضهم وتنتهك حرياتهم.
وتابع : "من يفهم طبيعة الحياة الدنيا يدرك أن وقته محدود، وأن عمره قصير، وأن مجال التنافس كبير، وأن المتنافسين كُثُر، وأن الجائزة على قدرٍ من العِظَم ما يجعل الإنسان اليقظ لا يهدأ ولا ينام حتى يحصل على أعظم الجزاء وأعلى درجات الكمال والرضا والنعيم الدائم الذى لا يزول".
وأشار إلى أنه "من الطبيعي أن بدايات لأعمال الجادة شاقة، تحتاج إلى بذل أقصى الجهد، ومقاومة عوامل الضعف، ومعالجة نوازع النفس، وميلها إلى الركون والراحة والدعة فلا بد أن يكون الحافز قويًا حاضرًا، وأن تكون النية صادقة متجددة فى كل وقت كى تكون دافعًا للعمل، ومواصلة وإحسان العمل"، قائلاً: "قد رشحوك لأمرٍ لو فطِنتّ له.. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَلِ".
وأضاف المرشد: "مع استمرار العمل الشاق ينقسم الناس إلى فريقين: فريق تضعف قوته وتفتر هِمّته وتتباطأ خطاه، فيقعد فى منتصف الطريق وينسحب من السباق بأسًا وانهزامًا واستسلامًا فى مواجهة الحواجز والموانع، وهذا لا يفعله أى لاعب رياضى يتسابق فى سباق اجتياز الموانع والحواجز، فكيف بطلاب جنة؟ وفريق آخر يعانى من نفس التعب، ولكنه يستعذبه، ويعوّد نفسه على العمل الشاق، ويزيد كل يومٍ عن سابقه.. متطلعًا إلى منزلةٍ أعلى ومستقبل أكثر إشراقًا.. لأن سلعة الله غالية، سلعة الله الجنة، ونحن المشمرون لها بإذن الله، ويقولون بلسان حالهم كل هذا نفعله".