أعلن الشيخ حسين العبدي (70 عاماً) إمام جامع الزيتونة، وهو واحد من أشهر الجوامع في العالم الإسلامي، أنه أقام دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية التونسية متهماً رجال امن في زي مدني باختطافه الجمعة "والاعتداء عليه بالضرب والعنف اللفظي لمنعه من إلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلين بالجامع". وأبلغ العبيدي وكالة "فرانس برس" أن ثمانية عناصر من فرقة مكافحة الإجرام كانوا يستقلون اربع سيارات مدنية اختطفوه صباح الجمعة في طريق قريبة من غابة بمحافظة بن عروس عندما كان على متن سيارة يقودها سائق محاميه، موضحاً أن "عملية الاختطاف" تمت حوالي الساعة التاسعة بتوقيت تونس، وتم نقله الى مركز فرقة مكافحة الإجرام بمنطقة القرجاني بالعاصمة تونس حيث تعرض "لاعتداء بالعنف المادي واللفظي" من قبل عناصر الأمن.
وأضاف: "أنا أصبت جراء هذه الاعتداءات بخلع في الكتف وآلام في العمود الفقري وارتفاع كبير في ضغط الدم ونسبة السكر في الدم".
وقال إنه طلب من الشرطة نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات لكنها رفضت ولم توافق إلا بعد تدخل محاميه، مشيراً إلى أنه تم الاحتفاظ به في مركز للعناية بالمستشفى من الساعة 14,00إلى منتصف الليل.
واتهم العبيدي وزارة الشؤون الدينية بالوقوف وراء الاعتداء عليه من أجل "إزاحته عن إمامة جامع الزيتونة". وذكر بأن الوزارة عينت خلال اليوم نفسه إماما آخر ليلقي خطبة الجمعة ويؤم المصلين في الجامع.
من ناحيتها أعلنت وزارة الشؤون الدينية في بيان السبت أن العبيدي غير أقفال جامع الزيتونة وأنها أرسلت عدلا منفذا (حاجب محكمة) "لمعاينة الموضوع والتأكد منه وذلك بحضور أعوان ومسئولي الأمن".
وقالت الوزارة: "أثناء قيام العدل بمهمته قام الشيخ العبيدي بالاعتداء عليه بالعنف المادي واللفظي فكان أن تم استدعاء الشيخ من قبل المصالح الأمنية للتحقيق معه فيما نسب اليه من تهم"، مشيرة إلى أن "ما حدث في جامع الزيتونة من عنف وتجاوز لا يلزمها ولا علاقة لها به".
ونفى العبيدي هذه التهم جملة وتفصيلا واتهم وزارة الشؤون الدينية ب"الكذب للتغطية على الجريمة التي ارتكبت بحقه".
من جانبها، نفت وزارة الداخلية في بيان السبت "قطعيا تعرض حسين العبيدي إلى أي اعتداء لفظي أو مادي (من قبل أعوان الأمن) بمناسبة التحري معه حيث تمت معاملته معاملة حسنة مع تمتيعه بكامل الضمانات القانونية".
فيما قالت الوزارة أن الشرطة العدلية استدعت العبيدي الجمعة "قصد التحري معه في قضيتي اعتداء بالعنف وقضية تغيير أقفال أبواب بجامع الزيتونة، وقد تم إعلام النيابة العمومية التي أذنت بإبقائه في حالة سراح على ذمة البحث".