لا يزال الشأن السورى يتصدر صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم فى ظل الحملات العنيفة التى يشنها النظام السورى المستبد ضد الثوار المنتفضين ضده. فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية أن مدينة حلب السورية تعانى خلال الفترة الاخيرة من عمليات قتال دموية مكثفة ضدها إلا انها قد تواجه الاسوأ فى الايام المقبلة عندما تدخل قوات الحكومة والثوار فى مواجهة لا مفر منها.
واضافت الصحيفة فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى أن حلب ،اكبر المدن السورية ، كانت هادئة تماما منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا بما يقرب من 17 شهرا إلا أن المناوشات وحركة الاحتجاجات تحولت سريعا خلال الشهر الماضى إلى حرب طاحنة.
واوضحت الصحيفة انه بالنسبة للثوار تعد حلب جائزة مغرية ومنطقة حساسة فى نضالهم لانتزاع السلطة من الرئيس السوري بشار الاسد. ويقطن فى حلب 5ر2 مليون شخص غالبيتهم من الطائفة السنية المسلمة وكثير منهم يشعرون بالغربة والتجاهل من الطائفة العلوية التي تقود الحكومة كما انها قريبة جدا من الحدود التركية حيث تسمح لقوات الثوار بنقل الرجال والعتاد بسهولة نسبية .
ورأت الصحيفة انه فى حال تمكن الثوار من الفوز في حلب، سيسيطرون على المدينة التي طالما كانت المحرك الاقتصادي في سوريا، مما سيجعل من الصعب على الأسد ان يتمسك بالسلطة.
ونقلت الصحيفة عن هلال خشان استاذ العلوم السياسية فى الجامعة الامريكية ببيروت قوله " اذا استولى الثوار على مدينة حلب ،فالزحف الى العاصمة دمشق سيكون اسهل بكثير ".
واشارت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية إلى أن الحكومة السورية اكدت بشكل قوى انها ليس لديها اى نية فى السماح للثوار بالسيطرة على حلب حيث توغل الجيش النظامى فى المدينة حاملا القذائف والمدفعية مطلقا الصواريخ على احيائها بالمروحيات. وتابعت الصحيفة انها المرة الاولى التى تشهد فيها حلب قتال من هذا القبيل منذ اندلاع الثورة السورية بالعام الماضى. ومن ناحية، ذكرت صحيفة "التلجراف" البريطانية فى تقرير اوردته على موقعها الالكترونى أن جماعة الاخوان المسلمين فى سوريا يبنون ميليشيات داخلها وتحمل الميليشيات الجديدة اسم "مسلحو الاخوان المسلمين" حيث تتمتع بحضور قوى في دمشق، وكذلك في محافظات مهمة مثل حمص وادلب.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن احد منظمي الميليشيا ويدعى أبو حمزة قوله انه أطلق الحركة بالتعاون مع اعضاء من المجلس الوطني السوري، مضيفا "رأينا أن هناك مدنيين يحملون السلاح في الداخل، فقررنا التعاون معهم ووضعهم تحت مظلة واحدة". ونقلت الصحيفة ايضا عن حسام ابو حبل الذي كان والده عضوا في الاخوان المسلمين السوريين في الخمسينيات قوله انه جمع ما يصل الى 40 الى 50 الف دولار في شهر لتسليح الميليشيات الاسلامية في حمص وتزويدها بالعتاد وبغيرها من المساعدات. واضاف ابو حبل أن الميليشيات التي مولها لم تكن تابعة تحت لواء الجيش السوري الحر ،مشيرا الى ان "مهمتنا هي بناء بلد مدني بأسس اسلامية واننا نحاول زيادةالوعي الى الاسلام والجهاد.