استهدفت هجمات انتحارية العاصمة بغداد والفلوجة أمس الثلاثاء متسببة في مقتل 21 شخصا على الأقل بينهم 14 من عناصر الشرطة العراقية، وإصابة أكثر من 47 بجروح إثر انفجار سيارتين مفخختين يقود إحداهما انتحاري استهدفتا مجمعا أمنيا وسط بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية. "أنباء موسكو"
وفي الفلوجة قتل شخصان بانفجار سيارة مفخخة شمال المدينة بينما أصيب 3 آخرون بجروح، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وأوضح مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن "سيارتين مفخختين انفجرتا في الكرادة ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 27 بجروح"، مشيرا إلى أن "انتحارياً كان يقود إحدى السيارتين المفخختين وقام بتفجيرها في الباب الخلفي لمبنى مديرية الجرائم الكبرى المقابلة لمديرية شرطة النجدة ومديرية آليات الشرطة"، علما بأن هذه المديريات تقع ضمن مجمع أمني محصن.
وأضاف المصدر أن جثث بعض عناصر الشرطة المسؤولين عن حماية الباب الخلفي "تقطعت بالكامل وتحولت إلى مجرد أشلاء".
وتسبب الهجوم الذي وقع بالقرب من منطقة تزدحم فيها المطاعم والمستشفيات في تدمير عدد من المحال التجارية وتحطيم زجاج عدد من الأبنية المجاورة وواجهة مبنى كبير بالكامل بينما قامت سيارات إطفاء بمحاولة إخماد حريق اندلع في نحو 10 سيارات بمكان الهجوم، وسط انتشار كثيف للجيش العراقي، الذي منع الصحفيين والمارة من الاقتراب من الموقع.
كما وقع بعد ظهر أمس هجوم ثالث بسيارة مفخخة يقودها انتحاري واستهدف المجمع الأمني ذاته، ودارت اشتباكات مسلحة بين قوات خاصة من الشرطة ومسلحين حاولوا اقتحام المقر، وفقا للمصدر في وزارة الداخلية.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان أن قواتها "أحبطت هجوما إرهابيا استهدف مبنى مديرية مكافحة الإرهاب باقتحامه من قبل مسلحين إرهابيين غايتهم تهريب عناصر قيادية إرهابية محتجزين في المديرية"، موضحة أن "ثلاثة إرهابيين حاولوا دخول المديرية عبر تفجير عبوة ناسفة تلتها سيارة مفخخة في بوابة المديرية بعد ظهر أمس إلا أن حراس المديرية أحبطوا الهجوم وقتلوا إرهابيين اثنين ومنعوا الاقتراب من السجن الذي يحتجز فيه الإرهابيون".
وذكر البيان أنه "استشهد في الهجوم الإرهابي ضابط برتبة مقدم وجرح عنصران أمنيان آخران كما فرضت الأجهزة الأمنية طوقا حول مكان الحادث".
واعتبرت الوزارة أن "هذه الهجمات الانتحارية اليائسة تأتي في سياق حملة يقوم بها تنظيم "القاعدة" الإرهابي خلال شهر رمضان المبارك لإعادة الزخم المعنوي لعناصره واستمداد غطاء ديني لعملياته الإجرامية".
يذكر أن تنظيم "القاعدة" في العراق تبنى الأسبوع الماضي هجمات دامية قتل فيها 113 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 230 آخرين بجروح وتعد الأكثر دموية منذ مقتل 127 شخصا في سلسلة أعمال عنف مشابهة في كانون الأول/ديسمبر 2009.
وقتل منذ بداية شهر تموز/يوليو الجاري 271 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 600 بجروح وفقا لحصيلة أعدتها "فرانس برس" في هجمات متفرقة بأنحاء البلاد التي تشهد منذ اجتياحها عام 2003 أعمال عنف متواصلة بينما قتل حزيران/يونيو الماضي نحو 282 شخصا على الأقل في العراق.