ذكرت تقارير صحيفة أمريكية، اليوم الأربعاء، أن هناك مخاوف من اندلاع صراع ديني بين الشيعة العلويين والسنة غالبية السكان في سوريا على جانبي الحدود السورية التركية، في الوقت التي تواصل فيه القوات السورية قصف المعارضة في مدينة حلب. وقالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، في سياق تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني، أن هناك بعض من العلويين يحاولون الانضمام إلى الجيش السوري الحر ومحاربة الرئيس السوري بشار الأسد؛ إلا أن الجيش السوري الحر يرفض انضمامهم بسبب مذهبهم الشيعي.
ونقلت الصحيفة عن ثائر عبود - وهو متطوع سوري حاول الانضمام إلى الجيش السوري الحر ولكن رفض قبوله بسبب انه من الطائفة العلوية - قوله "أنا كنت أريد الانضمام إلى مجموعات القتال ...ولكن رد على احد الثوار قائلا "نحن لسنا في حاجة إلى خنزير علوي معنا"...فقلت في نفسي اذهبوا إلى الجحيم فهذه ليست ثورة".
وتابعت الصحيفة أن عبود 36 عاما ومقيم في مدينة اللاذقية من الطائفة العلوية، وهي الطائفة الأقلية في سوريا ولكنها تحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما لكنها تواجه الآن تحولا كبيرا خصوصا إذا ما أطيح بالرئيس بشار الأسد ونظامه.
وقال عبود أن "الثورة أصبحت إسلامية الطابع"، مؤكدا انه يدعم المعارضة بقوة على الرغم من رفض المعارضة له، مضيفا "إن الفكرة الموجودة عند العلويين عن الانتقام ليست خاطئة، رغم أن المعارضين يقولون أنها فكرة خاطئة، ويقول النظام دائما" إننا سوف نبكي في يوم من الأيام" ونحن نضحك، ولكنني الآن بدأت أصدقهم" وأردفت الصحيفة تقول أن نسبة العلويين لا تزيد عن 15% من تعداد السوريين الذين تصل نسبتهم إلى 22,5 مليون نسمة.
ولفتت صحيفة "واشنطن تايمز" إلى أن المعارضة تتهم العلويين بدعم نظام الأسد، وتقوم الأجنحة المسلحة في المعارضة السورية باستهداف العلويين لأنهم يمثلون رأس النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 200 ألف سوري فروا من مدينة حلب أكبر مدينة في سوريا وذلك منذ اندلاع القتال فيها في 21 يوليو الماضي ،وقد توجه الكثير منهم إلى الشمال باتجاه الحدود التركية والتي تبعد 40 ميلا عن مدينة حلب.
وقد وفرت السلطات التركية خيام ومساكن مؤقتة لأكثر من 400 ألف لاجئ سوري وذلك وفقا لمكتب رئيس الوزراء التركي، في نفس الوقت تعتبر تركيا قاعدة للمتمردين.
ومضت الصحيفة تقول أن العلويين سيطروا على السلطة في سوريا عندما تولى حافظ الأسد رئاسة البلاد عام 1970.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول الشيخ علي يارل وهو زعيم ديني تركي علويي في قرية ايكينجي التركية "نحن مقتنعون بأنه في حال انهيار النظام السوري، ستكون هناك مذابح واسعة النطاق للشعب السوري بالنسبة للعلويين والمسيحيين أيضا".