لا شك أن رمضان شهر الطاعة والمغفرة والرحمة والبركات، فهو الشهر الذي نجمع فيه أكبر عدد من الحسنات فيها تغفر الذنوب وتمحو السيئات وتسلسل الشياطين ، فهو أنزل فيه القرآن ، وفيها ليلة القدر خير من ألف شهر. وفي الشهر الكريم نلاحظ زيادة عدد المصلين وتوطد العلاقات الاجتماعية وتحسن كبير في "أخلاق" غالبية الناس، وعلي النقيض، أرى من يعتقد أن رمضان ينتهي بعد أذان المغرب فقط، حيث تجد الكثير من الناس
ما بعد أذان الفجر حتى أذان المغرب، يحافظون على لسانهم ويصوننه، حيث إن شتمه أحد يرد عليه "اللهم إني صائم" لكن سرعان ما يتغير الحال بعد أذان المغرب فيشرع في استخدام الشتائم والسباب لكل من آذاه أثناء صيامه .
ومن السلبيات أيضا، أنك تجد من يهرع إلي"السجائر" بمجرد سماع آذان المغرب ،فبعد أن كان في عبادة طوال النهار ، ينهيها بمعصية تغضب الله ناكرا ما حثنا عليه من حفظ النفس من التهلكة والإفطار بالطيب من الرزق، فعند نزوله لتأدية صلاة الترويح يؤذي المصلين برائحة فمه الكريهة نتيجة شرب السجائر.
ومن الأشياء الأخرى التي ترتكب في شهر رمضان أنك تجد النساء تترك صلاة الترويح كي تشاهد المسلسلات ،ولا أحد ينكر جهود قنوات التلفاز على تكثيف تركيزها ببث مسلسلات متتالية على مدار اليوم ،باعتبار رمضان هو موسم هذه المسلسلات والحفلات.
ومن أكثر الأشياء التي تثير الغضب فى هذا الشهر هو محافظة بعض المصلين على الصلاة المنتظمة في المساجد فى أوائل رمضان وليلة القدر فقط ،وبعد فترة قليلة تجد عدد المصلين في انكماش شديد ، ويبدأ الانشغال بالاستعداد لقدوم عيد الفطر، والاهتمام بشراء ملابس العيد وعمل الكحك.
ومن الأخطاء التي تقع فيها ربات البيوت هو الإسراف في كمية الطعام المعد لوجبة الإفطار ، مما يؤدى إلى ضياع الوقت والمال والجهد وفرص التعبد ، فكان يجب عليهن أن تستغلن تلك الأوقات الضائعة في إعداد الطعام الزائد عن الحاجة في طاعة الله وقراءة القرآن ، واهم أن تلك الكميات الزائدة لا توجه توجيها صحيحا فتفسد ويتم إلقائها في القمامة مما يعد كارثة عظمي يحرمها الشرع ، فيما يعتبر إسرافا ويقول الله تعالى "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"
فيجب أن نعيد النظر إلي هذا الشهر فهو شهر العبادة والصوم ومغفرة الذنوب ،وليس شهر مشاهدة المسلسلات والإسراف في المأكل والمشرب، فيجب نحافظ على هذا الشهر فهو شهر البركات.