خصص الكاتب البريطاني روبرت فيسك مقاله في جريدة "الاندنبندنت" للحديث عن الأقليات السورية وجاء تحت عنوان حتى الحياد ليس خيارا آمنا"، واستهل فيسك مقاله قائلا رغم المعارك في حلب، لنسلط الضوء اليوم على الأقليات في سوريا. وأضاف فيسك اليوم الاثنين أنه يوجد في سوريا نحو نصف مليون فلسطيني كما يوجد بها نحو 1.5 مليون مسيحي سوري، يتركز عدد كبير منهم في حلب، ويقول فيسك إن الفئتين لا تريدان "التعاون" مع نظام الأسد، ولكن البقاء على الحياد يعني البقاء بلا أصدقاء على الإطلاق.
ويقول فيسك إن النصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية انحازوا لأحد أطراف الصراع، وكانت النتيجة تعرضهم للقتل والكراهية، وعندما اجتاح صدّام الكويت، تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأردن.
ويرى فيسك أن الحياد في سوريا هو الخلاص الوحيد للفلسطينيين من الحرب الأهلية التي تكاد أن تبتلعهم، ولكنه يضيف أن المخيمات الفلسطينية في سوريا يزورها بصفة دورية الجيش السوري الحر لحثهم على القتال في صفوفهم، كما أن مخيماتهم تتعرض لتفقد شبه مستمر من المخابرات السورية التي تحثهم للقتال إلى جانب النظام.
ويقول فيسك إنه منذ شهرين اغتيل 17 من عناصر جيش التحرير الفلسطيني المدربين في سوريا، ومنذ أسبوع قتل 17 آخرون.
ويضيف أنه بالنسبة للمسيحيين السوريين، فإنه لا توجد سوى أعداد قليلة منهم في صفوف المعارضة المسلحة، وهم لحد كبير يفضلون الاستقرار الذي شهدته حقبة الأسد عن المجهول الذي سيأتي بعدها.
ويقول إنه يوجد نحو 47 كنيسة وكاتدرائية في منطقة حلب بمفردها، وإن المسيحيين يعتقدون أن من بين المعارضة المسلحة سلفيين متشددين، وهم محقون في ذلك.
ويردف فيسك قائلا إنه في بداية شهر رمضان ألقى كبير الأساقفة المارونيين في دمشق ألقى كلمة في التلفزيون السوري استهلها بشكر الدولة السورية ومسئوليها للسماح له بالتحدث. وفي ختام كلمته سأل كبير الأساقفة الله أن يبارك "المدنيين والمسئولين والجنود".