ارتفعت حدة المعركة الانتخابية بين الرئيس الأميركي الحالي الديمقراطي باراك أوباما، والمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني، وأخذت منحى أكثر شراسة في الأيام الأخيرة بسبب حدة الاتهامات والاتهامات المضادة ففي حين يحاول رومنى إعادة أداء أوباما الاقتصادي إلى النقاش الإعلامي، تكثف حملة أوباما الانتخابية اتهاماتها لرومنى بسبب رفضه كشف سجلاته الضريبية. وفي هذا الإطار حمل المرشح الجمهوري ميت رومني الثلاثاء في خطاب على الرئيس باراك أوباما وفريقه واعتبرهم مسؤولين كما قال عن تسريب معلومات سرية إلى الصحافة واتهمهم بالخيانة في إشارة إلى معلومات تسربت بشأن تفاصيل عملية قتل بن لادن.
واستبق الرئيس الأميركي باراك أوباما الجولة الخارجية لمنافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل ميت رومني، والتي يبدأها اليوم، بتحذير المواطنين من أن خيارهم خلال الانتخابات المقبلة "لا يمكن أن يكون أكثر أهمية".
وقال في إعلان تلفزيوني جديد: "خلال الشهور الأربعة المقبلة تملكون حق الاختيار ليس فقط بين حزبين سياسيين أو شخصين، بل بين مشروعين مختلفين تماماً لبلدنا".
وأضاف: "ترتكز خطة رومني على تقليص ضرائب الأغنياء لتعزيز ازدهار الاقتصاد وإفادة الجميع من ذلك، لكننا جربنا هذه المقاربة، ما تسبب بكارثة"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي اندلعت قبل شهور من خلافته الجمهوري جورج بوش الابن في البيت الأبيض.
ويكثف أوباما ورومني جهودهما في الولايات من أجل جمع التمويل لحملاتهما الانتخابية المكلفة لدفع فواتير الإعلانات التليفزيونية الهجومية التي صعدها فريق أوباما في الأيام الأخيرة باتهاماته لرومني بتصدير الوظائف إلى الخارج عندما كان رجل أعمال، في حين تلمح أخرى إلى أن رومني يرفض الكشف عن سجلاته الضريبية لإخفاء حساباته في ملاذات ضريبية بالخارج.
وقال أوباما: "إن خصمي استثمر في شركات تعتبر رائدة في مجال تصدير الوظائف"، وطالب رومني الرئيس الأمريكي بالاعتذار متهما إياه بمحاولة صرف الأنظار عما وصفه بالفشل في إنعاش اقتصاد البلاد.. وقال رومني: "إن هذه الحملة تظهر أن سجل الرئيس هزيل إلى درجة أن كل ما في يده هو التهجم علي".
وكشف استطلاع للرأي اليوم الأربعاء أن حملات التشويه المتبادلة بين الرئيس أوباما ومنافسه في السباق الرئاسي المرشح الجمهوري ميت رومني تقلل من شعبيتهما.
وأبدى 43 في المئة من الناخبين، بحسب الاستطلاع الذي أجرته شبكة "ان بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال"، رأيا شخصيا سلبيا بالرئيس الديمقراطي، بينما ينظر 40 في المئة بسلبية إلى رومني الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس، منهم 24 في المئة بنظرة "سلبية جدا".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المتخصص في الاستطلاعات الجمهوري بيل ماكينتورف قوله "إن هذه النسب السلبية غير مسبوقة في العصر الحديث".
وكشف الاستطلاع قلق الأميركيين على مستقبل بلادهم، بالرغم من انخفاض نسبة البطالة، حيث قال 60 في المئة إن الولاياتالمتحدة "على المسار الخاطئ"، بينما أكد 32 في المئة فقط أنها تسير "في الاتجاه الصحيح".
ووفق الاستطلاع الذي نشرت نتائجه أمس الثلاثاء، أبدى 36 في المئة فقط من الأميركيين ثقتهم بأوباما لتحسين الوضع الاقتصادي، بينما وصلت نسبة الذين يأتمنون رومني على هذا الموضوع الأساسي إلى 43 بالمئة.
لكن الرئيس الديمقراطي الذي تنتهي ولايته هذه السنة، بدا في موقع أفضل من منافسه في مجالات السياسة الخارجية والصحة والملف الأفغاني والضرائب والهجرة.
كما منح الاستطلاع أفضلية لأوباما في مواجهة رومني إذا ما أجريت الانتخابات الرئاسية اليوم، علما أنها مقررة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال 49 في المئة من المستطلعين أنهم سيصوتون لصالح ولاية ثانية لاوباما، بينما سيختار 43 في المئة منهم استبداله برومني.