يواصل فريق حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه الضربات إلى المرشح الجمهوري مت رومني بما في ذلك استخدام الدعاية السلبية التي تحمل مجازفة بالشعبية التي يحظى بها شخصيا الرئيس المنتهية ولايته وتشكل إحدى نقاط تقدمه في الاستطلاعات قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 نوفمبر المقبل. وقد اعتمد فريق أوباما منذ الأسبوع الماضي إستراتيجية هجومية على رومني تستهدف خصوصا مسيرته في القطاع الخاص عندما كان يتولى إدارة صندوق للاستثمار، وتصفه أشرطة فيديو دعائية بأنه "مصاص للدماء" و"مدمر للوظائف" و"نقيض روبن هود"، أي يسلب الفقراء ليعطي الأثرياء، وذلك على خلفية صور لمصانع تمت تصفيتها وموظفين فصلوا من أعمالهم. وفي نهاية هذه الأفلام يسمع الرئيس وهو يقول "أنا باراك أوباما وأؤيد هذه الرسالة". ولفت كلايد وليكوكس أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون إلى أن أنصار أوباما قرروا محاولة وضع العراقيل أمام زيادة شعبية رومني، وذلك يمكن أن يكون خطرا بعض الشيء "على صورة الرئيس المرشح". واعتبر أن الشعبية الشخصية يمكن أن تؤدي دورا حاسما في يوم الانتخاب بتقليص الفارق بشكل كبير بين المرشحين، وقال "إظهار المرشح جذابا يمكن أن يعني ميلا للثقة بحكمه". لكن الحجج القاسية التي استخدمها فريق أوباما في الحملة وأثارت الانزعاج حتى لدى بعض حلفائه، قد تجعله يخسر أصواتا من الناخبين الوسطيين. وهذه المجموعة من الناخبين تتخلى عادة عن مرشحين يلجؤون إلى الدعايات السلبية. ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك روبرت أريكسون أن فريق أوباما يقوم "بمجازفة محسوبة". وقال إنها "ربما (تكون) كلفة الحملة، تخسر نقاطا على المستوى الشخصي لكن منافسك يخسر أكثر". وقال مستشارون لأوباما طلبوا عدم كشف أسمائهم إنهم غير قلقين من أن ينعكس ذلك سلبا عليه وشددوا على ضرورة التركيز من وجهة نظرهم على الجوانب الأكثر سلبية في حصيلة رومني، سواء بصفته مسؤول شركة أم حاكم مساتشوسيتس من 2003 إلى 2007. وكانت استطلاعات للرأي نشرت هذا الأسبوع قبل نحو خمسة أشهر من الاستحقاق الرئاسي، قد أشارت إلى تقدم بسيط لأوباما على رومني، لكنها تظهر أيضا مثل ذلك الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست وأي بي سي أن عدد الأميركيين الذين يعارضون طريقة أوباما في الحكم (49%) أكبر من المؤيدين (47%). وهي نتيجة تسجل تراجعا أكبر على صعيد إدارته للملفات الاقتصادية مع 55% من المعارضين. في المقابل رأى 52% من المستطلعة آراؤهم أن أوباما يملك مزايا شخصية تؤهله للرئاسة أكثر من رومني، وعبر 38% فقط عن تفضيلهم لرومني في هذا المجال. وفي استطلاع لوول ستريت جورنال وأن بي سي عبر 49% عن رأي "إيجابي جدا" أو "إيجابي بعض الشيء" بشأن رئيسهم، ولم يتجاوز رومني 34%. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة