تواصل القوات المسلحة اليمنية إزالة الألغام التي زرعها تنظيم أنصار الشريعة في جنوب اليمن، بالتناغم مع تحذير منظمة أطباء بلا حدود من مغبة ارتفاع اعداد ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة في مدينتي جعار ولودر في عدن على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، ودعوتها إلى بذل جهود متضافرة وسريعة من قبل السلطات والمنظمات المتخصصة. وأكدت "أطباء بلا حدود" في بيان أصدرته اليوم السبت أنه خلال أقل من ثلاثة أسابيع فقط، عالج طاقم المركز الجراحي لحالات الطوارئ التابع للمنظمة وخصصته لجرحى الألغام في مستشفى الصداقة بعدن 19 مصابا بينهم 11 طفلا، دون سن الرابعة عشر، وأن معظم المصابين يعانون من كسور بالغة في الأطراف تتطلب جراحة طارئة وإعادة التأهيل على المدى الطويل.
ونقل البيان عن الدكتورة كلوديا لوديساني، المنسقة الطبية لدى المنظمة في اليمن، قولها إن المتفجرات تشكل خطرا مباشرا ومهددا لحياة المجتمعات المحلية، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يلعبون بشكل عشوائي بالقرب من المناطق المتضررة جراء الألغام، موضحة أن مئات الأسر عادت إلى منازلها جنوب البلاد ما يعني ضرورة بث الوعي لدى السكان المحليين بشأن الاحتياطات التي يجب أن يتخذوها لتجنب سقوط مزيد من الضحايا.
وأضافت لوديساني أنه تم أواخر الشهر الماضي استقبال 10 حالات ثلاث منهم نساء توفين جراء إصاباتهن، وفي الأسبوع الماضي، تمت إحالة 9 مرضى آخرين إلينا من محافظة أبين، وكان جميع المرضى من الأطفال، عانى معظمهم من إصابات مهددة للحياة".
وعلى الصعيد الميداني، ما زال الوضع الأمني في أبين غير مستقر حتى اللحظة منذ تطهير الجيش للمحافظة من مسلحي أنصار الشريعة وإعلان السيطرة عليها منتصف الشهر الماضي، ويتواصل انفجار الألغام التي زرعها أنصار الشريعة تسمع كل يوم في مناطق متفرقة من المحافظة بمعدل انفجارين كل يوم، وفقا لما تؤكده التقارير العسكرية التى أوضحت نجاح الفرق الهندسية التابعة للجيش فى إزالة أكثر من 3119 لغما ارضيا ومخلفات ذخائر وألغام مضادة للمركبات وللأفراد تم زرعها في شوارع زنجبار وضواحيها في المباني والمنشآت الحكومية فقط خلال الأسابيع الماضية.
وفي مدينة زنجبار تبدو آثار الألغام المزروعة واضحة جدا في الشوارع الرئيسية والضواحي على حد سواء، ونتيجة لذلك، لم يتمكن معظم سكان البلدة من العودة إلى ديارهم، حتى أولئك الذين لم تتضرر منازلهم قرروا عدم العودة إلى زنجبار حتى يتم تطهير المنطقة من الألغام التي تتواصل انفجاراتها بشكل مستمر في مدينة زنجبار بمعدل ثلاث إلى أربع مرات في اليوم الواحد، مخلفة العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى.
وأعلنت وزارة الدفاع خلال الفترة الماضية أن ضحايا الألغام الأرضية التي خلفتها عناصر القاعدة في محافظة أبين بلغوا 73 شخصا خلال الأسبوعين الماضيين بعد تطهير أبين إلا أن السلطة المحلية في زنجبار تقول أن 85 شخصا قتلوا بانفجارات ألغام أرضية ومخلفات قذائف نارية لم تنفجر بينهم 24 عسكريا جنود وضباط.
وتفيد التقارير انه إلى جانب كل شخص قتل بانفجار لغم ارضي، هناك على الأقل 4 آخرين أصيبوا بجراح، ويشار إلى أن تلك الألغام من صنع محلي استخدم في صناعتها بطاريات الدراجات النارية وأنابيب الغاز والفريون وقذائف الدبابات والمدفعية ومواد أخرى.