أ ش أ - ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أنه في الوقت الذي انشغل فيه الغرب والعالم بالحرب على العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ونظامه، استولى الإسلاميون وتنظيم القاعدة على منطقة هائلة من شمال مالي. وأضافت - فى تقرير اليوم على موقعها الإلكترونى - أنه عندما ذهبت بريطانيا وفرنسا الى الحرب من أجل الإطاحة بالعقيد الليبى الراحل معمر القذافى، كانتا تمهدان الطريق دون تعمد للقاعدة لتسيطر على مساحة من الصحراء الأفريقية الكبرى.
وأكدت الصحيفة أنه في البداية سمحت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لمتمردي الطوارق بالإمساك بزمام الأمور وساعدتهم في الاستيلاء على ثلاثة مناطق في شمال مالي في شهر إبريل الماضي. وأشارت إلى أنه منذ ذلك الوقت والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى أبعدت المتمردين وأصبحت القوة المهيمنة فى المنطقة وتنفذ أعمالها من خلال فرع لها يعرف ب"أنصار الدين".
وأوضحت أنه ليس لديهم خصوم يستطيعون البقاء، فالحكومة الرسمية المالية ببساطة انهارت حيث إن انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس أمادو توريه فى شهر مارس الماضى فيما تعرض قائد مؤقت تم تعيينه للإشراف على انتخابات جديدة لمحاولة اغتيال من جانب غوغائيين اقتحموا مكتبه وهو يلزم الفراش الآن فى إحدى مستشفيات فرنسا دون أن يترك من يتولي المسئولية فى العاصمة باماكو.
ولفتت الصحيفة إلى أنه يبدو أولوية القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تبدو وأنها تعزز سيطرتها بدلا من ضرب أهداف وراء حدود البلاد، لكن مسئولين يحذرون من أن هذا قد يتغير حيث نقلت عن دبلوماسي قوله "إن هذا قد يكون فى نهاية الأمر قاعدة للهجوم على أوروبا".
ونوهت إلى أنه عقب سقوط القذافى العام الماضى وقعت مخزونات الجيش الليبي فى أيدى كل من يريد الاشتراك في القتال لتتحول مالي إلى أكبر مصدر فى العالم للأسلحة غير القانونية. لكن صحيفة "ديلي تليجراف" أوضحت أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومتمردي الطوارق من شمال مالي انتهزوا الفرصة وسرعان ما تفوقوا فى التسلح على الجيش الوطني.
وأضافت أن القذافى جند أيضا آلاف الجنود من مالي وتكونت كتيبة من الجيش الليبي القديم كلها بالكامل تقريبا من الطوارق، وأن تلك القوات التى قوتها المعارك عادت إلى بلادها مصطحبة أسلحتها معها وأصبحت بجدارة العمود الفقرى للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومتمردي الطوارق.