الدوحة: دشّنت الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أمس معرض اللؤلؤ الذي تقيمه هيئة متاحف قطر في إطار فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 بمتحف الفن الإسلامي. وجالت الشيخو موزة في أروقة المعرض واطلعت على ما جادت به الطبيعة من قطع اللؤلؤ، وما قدّمه الإنسان من إبداعات صاغت مجوهرات نادرة عرفتها ثقافات الشعوب منذ آلاف السنين، وفتنت الإنسان منذ آلاف السنين. ووفق صحيفة "الوطن" القطرية يعدّ هذا المعرض واحداً من تسعة معارض تقيمها هيئة المتاحف طوال هذا العام، ويشمل 300 قطعة من اللؤلؤ الطبيعي وقطع المجوهرات التي استخدم فيها، وعرضت السجادة الشهيرة (بارودا) التي تضم ما يقارب مليوني قطعة من اللؤلؤ، وهي ملك هيئة متاحف قطر. من ناحية ثانية صدر بالمناسبة كتاب مرجعي بالعربية والفرنسية والإنجليزية، يقدم مقاربة شاملة للؤلؤ منذ العصور القديمة، وبما يشمل جميع أنحاء العالم، وجميع الشعوب والحضارات ثم آخر ما توصلت اليه علوم الأحياء من اكتشافات في مجال اللؤلؤ وتكوّنه. وخُصّص فصل كامل لأهم صائغي المجوهرات التي تستخدم اللآلئ، مع جرد كامل لأشهر عقود اللؤلؤ في العالم، والكتاب من تأليف هوبار باري الدكتور في علم المعادن، والمهندس الكيميائي دافيد لام ومن ترجمة عبد الودود العمراني. ويذكر الكتاب أن منطقة الخليج العربي كانت مصدر اللآلئ لجميع ملوك الشرق والغرب وأن قلة من الناس تدرك أن جميع أصداف الرخويات تنتج اللؤلؤ. ويضيف أن تشكُّل اللؤلؤة حول حبّة رمل أسطورة ليس لها أساس علمي، وأن اللؤلؤة هي الدرة الوحيدة الجميلة بطبيعة حالها دون صقل أو تقطيع. ويبين الكتاب أنه قد عثر على اللآلئ في جميع أنحاء العالم حتى في المنطقة القطبية الشمالية، وأن كل المحارات يمكن أن تنتجه بما في ذلك الحلزون البري، وحتى يمكن اكتشاف لؤلؤة نادرة قد يكلف الأمر 20 ألف قوقعة بحرية. ويقدم المعرض لمحة تاريخية وعلمية وتثقيفية إلى عالم اللؤلؤ، مشتملاً على أكثر من 300 قطعة فنية وتحفة أثرية تتعلق باللؤلؤ، ويستعرض علاقته بتطور المجتمعات والحضارات المختلفة عبر التاريخ. وبالإضافة إلى مجموعة هيئة المتاحف، استفاد المعرض من المجموعة الفريدة للراعي الرئيسي للمعرض مجوهرات الفردان ونخبة من المعيرين من عدّة دول في العالم من بينهم: المتحف البريطاني ومجموعة ألبيون الفنية ومتحف والترز في بالتميور بالولايات المتحدة الأميركية. كما يعرض المعرض جناحا خاصا بميكوموتو الشخصية اليابانية التي غيرت تاريخ عالم المجوهرات عبر استزراع اللؤلؤ قبل أكثر من قرن. يتألف المعرض من سبعة أقسام كل منها يختص بجانب معيّن مثل: كيفية تكوّن اللؤلؤ وأهمية استخراج اللؤلؤ في تاريخ منطقة الخليج العربي، وتأثير اللؤلؤ على صناعة المجوهرات وصناعة التصميم عبر التاريخ، بالإضافة إلى ذلك اصدرت هيئة متاحف قطر كتاباً متخصّصاً باللؤلؤ يقدم عرضاً تفصيلياً بديعاً عن اللؤلؤ. وبدأ الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في الخليج العربي منذ 7000 سنة، وكانت قطر والبحرين في صلب هذا النشاط، ولكنه انهار في الفترة ما بين 1930 و1940. ولآلاف السنين كانت منطقة الخليج العربي مصدر كل اللآلئ لجميع ملوك الشرق والغرب. وكان العصر الذهبي للؤلؤ الخليج بين 1850 و1940. وتعرض في جنبات المعرض مجموعة السيد حسين الفردان المعروف باسم (ملك اللؤلؤ)، وهو الممثل الأكثر شهرة من سلالة تجار اللؤلؤ في الخليج العربي ولديه مخزون من خيرة اللؤلؤ الطبيعي والذي جمعه بخبرته ومعرفته وولعه بهذه الدرر. وضمن المقتنيات التي يشملها المعرض مجوهرات وأعمال فنية من لآلئ ميلو ورداء الإمبراطور الصيني، ومن أكياس من اللؤلؤ الذي حصلت عليه الأيدي القطرية في مياه الخليج إلى لآلئ نوتيلوس الفريدة، ومن المجوهرات الفرنسية من طراز آرت ديكو إلى أحدث الإبداعات من شانيل.